إفطار السفير الإماراتي!!
اعتاد السفير الإماراتي بالخرطوم “حمد الجنيبي” على إقامة إفطاره السنوي بمنزله بأحد أرقى مناطق الخرطوم، وهذه عادة أهلنا العرب سواء في الإمارات أو المملكة العربية السعودية؛ جمع الأحباب في الموائد الرمضانية. لقد حضر الإفطار جمع غفير من أعضاء السلك الدبلوماسي ورجال الطرق الصوفية التي تربطهم محبة خاصة بالسيد السفير ورجال الإعلام والصحافة، في منزل أنيق تتوسطه حديقة غناء رصت مناضد الإفطار التي تحلق حولها ضيوف السيد السفير من كل ألوان وأصناف أهل السودان، أما المائدة التي اجتمعنا حولها فكانت تضم العديد من أشهى أنواع الطعام والمأكولات والتحلية، السيد السفير كعادة أهل العرب وقف على ضيوفه بنفسه فكان يقف مع هذا وذاك ويدعو الشيخ الفلاني للاقتراب من تلك المائدة وأن يتناول من هذا الصنف الجيد، مشهد يتكرر كل عام ولكن هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة ذو طعم ومذاق خاص، عدد كبير من الكاميرات، وعدد كبير من الفضائيات المختلفة جاءوا للتغطية الإعلامية ومشاركة السيد السفير إفطاره السنوي الذي درج على إقامته بنفس المكان، كانت الجلسة أريحية بدون كلف أو تعقيدات الكل يتناول مأكله بنفسه، والعاملون كالفراشات يطوفون على الموائد لوضع العصائر أو الماء الزلال أو أصناف الطعام المختلفة دون أن يطلب منهم أحد، فهذا كرم الضيافة بدون ضوضاء أو ثرثرة.
عقب الإفطار وأداء الصلاة تقدم السيد السفير “الجنيبي” إلى منصة وضعت بعناية فائقة للإطلالة منها على الضيوف للتعبير عن شكره لهم وتلبيتهم للدعوة، السيد السفير تناول في كلمته العلاقات السودانية الإماراتية الممتدة والعميقة والضاربة في الجذور، وعبر عن سعادته للتغيير الذي أحدثه أبناء الشعب السوداني والروابط التاريخية. وأكد السيد السفير وقوف بلاده مع السودان ودعمها في كل المجالات، وقال إن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تقدمتا بمبلغ يقدر بثلاثمئة مليار دولار دعماً عينياً، وقدمتا وديعة تقدر بخمسمئة مليون دولار ليحافظ الجنية السوداني على وضعه أمام العملات الأجنبية الأخرى، بجانب الدعم المقدم إلى الخلاوى ودور العلم المختلفة وهي عادة درجت عليها دولة الإمارات منذ حكيم العرب الشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان” وامتد هذا الدعم إلى الأبناء، وظلت دولة الإمارات تقدم دعمها إلى السودان دون منّ أو أذى، بل هي من واجب الأخوة والعلاقات الصادقة بين البلدين، السيد السفير قال إن الدعم الكامل سيصل السودان قريباً، فدولة الإمارات أول الدول التي وقفت إلى جانب السودان في محنته خلال الفترة الماضية، وظلت تراقب الموقف عن كثب، إلى أن تكلل المجهود بالتغيير الذي أحدثه شباب السودان بالتضامن والانحياز من جانب القوات المسلحة. إن موقف الإمارات ينم عن أصالتها شعباً وحكومة وأن وقوفها في هذا الوقت يؤكد أنها دولة لا تبخل على تقديم العون والمساعدة إلى إخوانها في المنطقة، السيد السفير لم يكن يقف في تلك اللحظة بمفرده، وإنما كان إلى جواره سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين السفير “عليّ بن حسن جعفر” فلم يبخل في كلمته أن يثني على حكومة وشعب السودان ووقوف المملكة إلى جانب الشعب السوداني بعد التحول الذي طرأ على نظام الحكم فيه فقال إن المملكة تمد يدها بيضاء إلى الشعب السوداني، بل ظلت تقدم العون والمساعدة إلى المحتاجين في صمت بأصقاع البلاد المختلفة للخلاوى وللمرضى وغيرهم من الذين تقف المملكة في دعمهم. إنها كلمات صادقات من قبل السفيرين “الجنيبي” في داره ووسط تلك الحفاوة من ضيوفه و”علي بن حسن” في دار الكل دار دولة الإمارات العربية المتحدة فلهما منا ومن الشعب السوداني الود والاحترام والوفاء.