ولنا رأي

إضراب عمال النفايات بكرري

صلاح حبيب

أضرب معظم عمال وموظفي النفايات بمحلية كرري عن العمل أمس بحجة عدم صرف المرتبات، إضافة إلى عملية الغش التي وقعوا فيها من فبل الجهات التي عملت على تخديمهم، فاستمعت إلى أحد العاملين الذي قال لي إن المرتب الذي يتقاضونه ليس هو المبلغ، فسألته كيف؟ فقال لي هناك جهة تعمل على تخديمهم بمرتب معين، ولكن حينما يصرفون المرتبات يكون المرتب ليس هو المبلغ المتفق عليه، أي أن هناك جهات تقوم بالتخديم من الباطن وتمنح أولئك العمال مبلغاً زهيداً جداً، فالثورة التي اندلعت في ربوع الوطن من أجل إعادة الأوضاع إلى طبيعتها.. فلابد أن يتم الكشف عن كل خلل أو تلاعب بقضايا المواطنين، فإذا نظرنا إلى عملية الفساد المستشري في الوطن فليس هو فساد شخص أو اثنين وإنما فساد دولة كاملة، فالإنقاذ جاءت ببدع عجيبة، ففتحت الباب لبعض الأشخاص أن يعملوا من الباطن مثل كثير من الشركات التي تنال عطاء العمل وهي حقيقة تعمل كشركة مشبوهة تأخذ النصيب الأكبر من المال، بينما تمنح العاملين الفتات، فلا يعقل أن تدفع المليارات من الجنيهات إلى تلك الشركات، بينما يقوم بالعمل أولئك العاملون وفي النهاية يكون نصيبهم خمس المبلغ الذي يمنح إلى تلك الشركة، أن محلية كرري تعد من المحليات الأقل نظافة وجمالاً وحتى عربات النفايات كانت قد انقطعت عن الخدمة فترة من الزمن فاستعانت الأسر في نقل نفاياتها بعربات الكارو نظير مبالغ معينة تدفع مقدماً لصاحب الكارو فلا ندري أين ذهبت العربات المخصصة لنقل نفايات الأحياء، إن الحديث الذي تلقيته من أحد العاملين يؤكد أن هناك فساداً كان بالمحلية، ولكن الكل كان يخشى على نفسه من عقاب أهل الإنقاذ فآثروا الصمت، فظلت المحلية من أوسخ المحليات بولاية الخرطوم، ولا أحد كان يدرك ما هو السبب الأساسي إلى أن تم كشفه من خلال إضراب العاملين بشركة النظافة أمس، إن الفساد الذي ضرب كل مواقع الحياة الفترة الماضية كانت الإنقاذ واحدة من أسبابه ولابد أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي فالدولة هي المسؤولة عن كل الذي جرى خلال فترة الثلاثين عاماً والفساد الذي تتحدث عنه في آخر أيامها و(القطط السمان) هي التي ربت تلك القطط إلى أن كبرت ومن ثم انقلبت على الدولة حتى تركتها تترنح ثم تسقط، فالذي يجري في محلية كرري خاصة من قبل المسؤولين من عمال النظافة لابد من مراجعته بصورة كاملة لمعرفة أن كانت هناك جهات استغلت أولئك العاملين ومنحتهم الفتات من المال واستحوذت على الباقي، فلابد من إجراء تحقيق متكامل فإذا اتضحت أن هناك جهة عملت على أكل أموال العاملين فلابد أن تعاد إليهم أموالهم من التعيين إلى إلى اليوم، مع الكشف عن أي خلل آخر كان فيه ضرر على العاملين مع تقديم المتلاعبين إلى المحاكم الفورية، إن الثورة أتت من أجل الإصلاح لكل خلل حدث خلال الثلاثين عاماً حتى ينعم المواطنون بالحياة الكريمة، فمعتمد كرري المكلف أو الذي لم يُقال من المفترض أن يعمل على التحقيق الفوري في الذي يجري الآن حتى تكون المحلية مثلها ومثل بقية المحليات التي يسودها النظام والنظافة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية