عز الكلام

الاقتصاد في حاجة إلى ثورة !!

لا أظن أن اقتصادنا سيتعافى أو تقوم له قائمة ما لم يتحرر من استعمار واستعباد شخصيات بعينها. والحراك الاقتصادي ظل للأسف في يد أشخاص بعدد أصابع اليد هم الذين يتحكمون في حركة الصادر والوارد والمعاملات المالية المختلفة، وهم الذين يشكلون هذا الواقع العجيب مما أقصى وأبعد كثيراً من رؤوس الأموال الوطنية الشريفة وحجم حراكها، بل وأخرج بعضها من السوق وظهرت وجوه كما النبت الشيطاني تمتلك الشركات والعقارات والأرصدة وتستفيد من ميزات كثيرة جعلتهم فوق الآخرين من مليونيرات ومليارديرات الإنقاذ. لكن لعل أسوأ وأكثر أنواع الفساد الاقتصادي على الإطلاق هو الذي يحدث على مرأى ومسمع من بنك السودان وهو البنك المركزي المسؤول عن حركة البنوك وقانونيتها وضبط أدائها. وأقول ليكم كيف أن الفوضى ضربت بأطنابها حداً يفوق الوصف والآن هناك أكثر من بنك مملوك بالكامل لشخوص يتحكمون في أرصدته وفي حراكه وعملياته التجارية. وقد أخبرني أحدهم وهو موظف في بنك كبير أن النافذ (أوي) صاحب الحصة الكبرى من الأسهم يخنق أنفاس البنك بشكل لا يمكن تصوره لدرجة جلوس المدير (همبول ساي) ولو أنه أراد نقل موظف فلابد أن يعود للرجل ويأخذ إذنه قبل أن يخطو خطوة أو يتخذ قراراً، وبالتالي يصبح حراك هذه البنوك رهينة لأمزجة ملاكها الذين يمنحون المرابحات كيفما اتفق ويفرضون نسب الأرباح على حسب درجة صداقتهم بفلان أوعلاقتهم بفرتكان، فانهار النظام المصرفي بأكمله لأنه أصبح نظاماً عشوائياً متخبطاً لا تحكمه مقاييس ولا قوانين لدرجة أن هناك بنوكاً لا يجرؤ البنك المركزي حتى على مراجعتها أو تفتيشها وبعضها ظلت توجهه تلفونات القصر الجمهوري التي تأمر وتوصي وتوجه بالمرابحات والتمويل. وكل أشكال الفساد الودى البلد في ستين داهية وأفلس البنوك وجعل خزائنها خاوية وعملاءها يبحثون عن أموالهم المودعة عند بعض الأيدي غير الأمينة.
لذلك نقول إن الإصلاح للاقتصاد السوداني يجب أن يبدأ بمراجعة هذه البنوك والهياكل الوظيفية فيها وكثير من المديرين تم تعيينهم بالواسطة والولاء والقرابة لم يتدرجوا أو يتمرحلوا في العمل المصرفي وبالتالي أقصوا كثيراً من الخبرات والكفاءات المصرفية وأجلسوها على مقاعد الفرجة وتفرغوا (للسواطة والدغمسة والجغمسة) في العمل المصرفي وهم (ماناقشين حنانم) لما جابوا عاليها واطيها!!.
كلمة عزيزة
كل ما أفرزته هذه الثورة من شعارات رددتها أفواه الشباب هي عبارة عن توثيق للحالة الثورية التي تلبست كل أهل السودان وكثير منها رغم ظاهرها الذي تبدو عليه من أنها شعارات خفيفة تحكمها القافية إلا أنها في الحقيقة عبارة عن ملخص لحكاية الثورة من بدايتها حتى الآن كل ما أرجوه أن نوثق لهذه الثورة العظيمة بالشكل الذي تستحقه وكثير من الأسماء ينبغي أن يقف عندها التاريخ ويسطر ما قامت به من دور كبير لأنها ليست حريصة على الظهور وهي بعيدة عن الأضواء وبعيدة عن المنابر !!.
كلمة أعز
اللهم احمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية