جولة التفاؤل بين الشمال والجنوب!!
تبدأ يوم غد بأديس أبابا جولة المفاوضات بين وفدي التفاوض من حكومتي الشمال والجنوب، الجولة متعلقة بالترتيبات الأمنية وما تم التوصل إليه من قبل اللجنة الفنية واللجنة السياسية المشتركة.
إن جولة المفاوضات معنية بتهيئة الجو تماماً لانعقاد قمة الرئيسين وذلك بإكمال عملية الترتيبات الأمنية والتي وصلت إلى أن حكومة الجنوب التزمت تماماً بفك الارتباط عن قطاع الشمال وانسحاب الحركة الشعبية من الأراضي الشمالية بدون شروط وقد تقرر أن يكتمل الانسحاب غير المشروط بين الطرفين في السادس عشر من يناير الجاري وهذا يعني أن هناك جدية من الطرفين لتنفيذ الاتفاقات المبرمة بينهم مما يمهد الطريق لبقية القضايا كقضية البترول والقضايا الاقتصادية وغيرها من الاتفاقات الثمانية التي لابد من تنفيذها مجتمعة، إنّ قضية الترتيبات الأمنية ينبني عليها كل شيء فطالما هناك جدية وهناك جلسات تفاوض ونقاش فما تبقى تصبح معالجته أسهل، لأن الدولتين لا يمكن أن تدخلا في تفاوض لحل النزاع بينهما والحرب بينهما مشتعلة، لذا إن أرادت دولة الجنوب إنهاء الصراع بينها وبين الشمال لابد أن تبتعد عن الأجندة الخارجية وجماعة الظل التي تحاول أن تعرقل سير التفاوض بحجج واهية وغير صحيحة.. فدولة الجنوب تحتاج لبناء الثقة بينها وبين إنسان الجنوب لأن مواطن الجنوب كان يحلم بدولة عملاقة تًعيد له حريته وكرامته وتجعله في مصاف الدول المتقدمة دون النظر إليه بدونية كما كان يعتقد، ولكن انفصال الجنوب الذي سعى إليه معظم الجنوبيين بالتصويت لصالح الانفصال أكثر من الوحدة ظناً أن الانفصال سيجعل منهم مواطنين من الدرجة الأولى ولكن مضى عام وأكثر على الانفصال والجنوبيون مازالوا يعيشون حياة الضنك والعذاب والمشقة.. وقد قال الفرد تعبان وهو أحد المنادين بتكوين دولة الجنوب أو بالانفصال قال الحلم تبدد وإن الانفصال أصبح صفراً كبيراً مما يعني أن الرجل أحبط ولم يلمس جدية من جانب الحكومة لبناء الدولة والإنسان وحتى المورد الذي نظر إليه الإخوة الجنوبيون على أنه حلهم الأكبر لإنعاش الاقتصاد وجعل المواطنين يعيشون حالة من الرفاهية تبدد هذا الحلم بقرارات فردية من القيادات الجنوبية فأوقف ضخ البترول لتزداد معاناة المواطنين أكثر، ويظل الاقتصاد الجنوبي في غرفة الإنعاش، ولن يخرج منها إلا إذا نفضت القيادات الجنوبية يدها تماماً من أهل الأجندات الخارجية والاهتمام بقضية الجنوب وإنسان الجنوب من حيث التعليم والصحة وتوفير كل متطلبات الحياة الأساسية له، ولكن إن أصرت على الاستمرار مع أولئك فإنّ التاريخ لن يرحمها بما فعلته جراء ما اقترفته من جرم في حق الوطن والمواطن الجنوبي.
لذا فإننا نعول على جولة المفاوضات المتعلقة بالترتيبات الأمنية التي سيشارك فيها كل المعنيين من قيادات عسكرية هنا وهناك بغية الوصول إلى اتفاق يساعد في حلحلة القضايا الأخرى.. الجميع متفائل وإن كان تفاؤلهم مشوباً بالحذر لما لمسناه من قبل القيادات الجنوبية التي تأتي إلى المفاوضات وهي ممتلئة حماساً ومن ثم تأتيها الأوراق الخفية لتعدل عن رأيها، لذا نأمل أن تكون هذه الجولة مبشرة للقمة المرتقبة والتي يتم خلالها التوقيع النهائي بين الرئيسين لتبدأ العلاقات الطبيعية بين الشمال والجنوب وانسياب الحركة التجارية وحركة الطيران لنطوي صفحة من التوتر والمعاناة بين البلدين الشقيقين.