أتعجب للذي يجري الآن في الدول العربية خاصة اليمن الشقيق وسوريا، وأجري مقارنة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعمل في صمت وتنتقل بشعبها من حال إلى حال من الأمن والسلام والاستقرار، أصاب بالرعب والخوف حينما أرى الشعب اليمني بأكمله وهو يحارب بعضه البعض، الحوثيون يدمرون بلادهم ويحولونها إلى أطلال بالية وإلى خراب، ويحولون الأطفال إلى مليشيات بسبب هذه الحرب اللعينة، فالحكومة اليمنية لم تكن أفضل من الحوثيين فالكل يحاول أن يدمر الآخر.. رغم أنهم من جلدة واحدة، فاليمن التي كان يطلق عليها (اليمن السعيد) الآن أصبحت أطلالاً، لا أمن ولا سلام ولا استقرار.. لمصلحة من الذي يجري فيها؟ ألم يشعر الإخوة اليمنيون بضياع بلادهم وهي تستنزف كل مواردها في هذه الحرب من أجل كرسي السُلطة؟ ألم ينظروا إلى دولة الإمارات التي تعد أقل مساحة وشعباً منهم، ألم يشعروا بحركة التطور والنهضة التي يعيشها الشعب الإماراتي؟ ألم يشعروا باهتمام شيوخ الإمارات وكيف يعملون من أجل مصلحة شعبهم؟، إن دولة الإمارات إذا قيست بدولة اليمن وتاريخها لم تصل إلى مستواها، ولكن حُكام الإمارات لم ينشغلوا بما يجري بالخارج، ولم يسلموا أمورهم إلى دولة أخرى، ولم يتدخلوا في شؤون الدول الأخرى.. بل يعملون على تقديم المساعدات في صمت لكل الدول، بدون أن يشعر أحد بالذي يجري، وهذه سياسة الشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان” الذي وضع نظاماً دقيقاً في التعامل مع الآخرين، وسار عليه الأبناء والدولة، ولذلك لا تشعر بأي دون من الاضطراب في الدولة ولا في مؤسساتها المختلفة، فالكل يعمل من أجل البناء والإعمار والنهضة، فكل من زار الإمارات عاد وفي نفسه حسرة مما يجري من دمار وخراب في بقية الدول العربية، فالحُكام العرب همهم كيف يكونوا على كرسي السُلطة مهما حدث في الدولة، فالناظر أيضا إلى سوريا الشقيقة فكيف حدث فيها من خراب ودمار وضياع إلى الشعب الذي أصبح الآن هائماً على وجهه في الدول الأوروبية يستجدي لقمة العيش، فسوريا الآمنة من قبل تحولت الآن إلى مدينة أشباح بعد الخراب والدمار الذي أصابها، فسوريا التي كان يقصدها العرب إلى الراحة والاستجمام والسياحة، الآن سوريا لا يفكر أحد بزيارتها، فسوريا كانت أرخص البلاد العربية من حيث الأكل والشرب وحتى السكن، ولكن الآن سوريا في حاجة إلى مليارات الدولارات حتى تعود سوريا ما قبل الحرب، وكذا الحال ينطبق على اليمن التي لا أحد يعرف كيف سيكون مصيرها، فالحوثيون لن يتنازلوا مما هم عليه، فالاتفاق الذي تم بينهم والسُلطة في أوسلو لن ينفذ حسب روايات الحكومة اليمنية واليمنيين الذين يعرفون الحوثيين جيداً وكانت بينهم صولات وجولات من اللقاءات والاجتماعات، فلا أدري لماذا لا يهتدي الإخوة الحوثيون من تجارب الدول العربية في المنطقة التي تعيش أمناً وسلاماً واستقراراً، فالعرب يحبون السُلطة على حساب شعوبهم، فتعجبت أيضاً إلى حال الإخوة الفلسطينيين (حماس وفتح) فالحرب اشتعلت بينهما، بينما هناك عدو يجب أن يتوحدوا للقضاء عليه، ولكنهم اشعلوا الحرب فيما بينهما، فحماس تضرب شباب فتح لأنهم طالبوا بالعيش الكريم.. وحماس المتضررة من إسرائيل وتقود النضال والحرب ضدها من أجل استعادة الحق الفلسطيني تقوم بنفس الأفعال التي يقوم بها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني، حماس الآن تفكر أن تنفرد بالسُلطة، ويجب ألا يتدخل أي تنظيم فلسطيني آخر في شؤونها هذا هو حال الأمة العربية، لا يتعظون مما يجري عليهم من القوى الكبرى فيمارسون نفس الأسلوب مع بني جلدتهم في سوريا وفي اليمن وفي ليبيا وغيرها من الدول العربية الأخرى.. فهل يهتدون بتجربة الإمارات من أجل مصالح شعوبهم.