تقارير

كبر في الجزيرة.. يتحاشى إطلاق الوعود في الهواء

(4) ملايين جوال قمح إنتاج مشروع الجزيرة هذا العام

الخرطوم : سيف جامع
تحاشى نائب الرئيس، “عثمان محمد يوسف كبر” البت في أمر عدة مطالب تقدم بها مواطنو ومزارعو مشروع الجزيرة، خلال تشريفه لتدشين حصاد محصول القمح بالمشروع، ورد على أصحاب المطالب أنه سيدرس تلك المطالب قبل البت فيها، وتضمنت مطالب المواطنين في قسم الهُدى مكتب شندي، زيادة سعر التركيز لجوال القمح إلى ألفي جنيه بدلاً من (١٨٥٠) جنيهاً، وتوفير السيولة وتكملة طرق الإنتاج وصيانة وتأهيل مدرسة الدبيبة وتأهيل كامل للبنيات بالمشروع وزيادة التمويل الأصغر للمزارعين إلى (٢٠٠) ألف جنيه، ورد نائب الرئيس على أنه من غير الصحيح أن يتخذ القرارات في المنابر، لجهة أن رئاسة الجمهورية لديها نظام تعمل وفق لوائحه، ولديها شركاء فيه.
بيد أنه تعهد بتأهيل مدرسه قرية الدبيبة، أما المطالب الأخرى قال إنه سيعلن الاستجابة لها لاحقاً وفي خطوات عملية دعا نائب رئيس الجمهورية د. “عثمان محمد يوسف كبر” عن اجتماع مهم بالقصر الجمهوري (الثلاثاء) المقبل لمناقشة المشكلات التي تواجه مشروع الجزيرة، ودعا والي الجزيرة ومدير المشروع وكافة الجهات المختصة إلى اجتماع حدده (الثلاثاء) المقبل بمكتبه بالقصر، وأكد نائب الرئيس أن الدولة تولي مشروع الجزيرة اهتماماً كبيراً.
وعزا مراقبون الإنتاج الذي تحقق بالمشروع إلى السياسات التي اتخذها رئيس الوزراء السابق “معتز موسى”، والتي بدأها بالمشروع منذ أن كان وزيراً للموارد المائية والكهرباء، حيث وضع حينها إستراتيجية واضحة في تأهيل البنى التحتية للري بكافة المشاريع الزراعية خاصة مشروع الجزيرة، وذلك في أعقاب القرار الذي ضم الري لوزارة الكهرباء، وأصبح هنالك تناغم ما بين مهندسي الري والمهندسين الزراعيين، وباتت المساحات المستهدف زراعتها توضع بناءً على التنسيق مع وكالة الري باعتبار أن وكالة الري تدرك مدى كمية المياه المتوفرة لري المساحات المزروعة صيفاً وشتاءً، الأمر الذي انعكس على استقرار العمليات الزراعية بالمشاريع وعندما تولى “معتز موسى” رئاسة الوزراء والمالية والتخطيط الاقتصادي، كانت أول زياراته لمشروع الجزيرة حيث عقد واحدة من جلسات مجلس الوزراء بمدينة ود مدني، كما زار هيئة البحوث الزراعية، وقال مقولته: (بدأنا من حيث تكون البداية)، في إشارة منه أن الهيئة هي الجهة المنوط بها استنباط عينات من التقاوى تؤدي إلى رفع الإنتاجية وفي خلال الزيارة قرر “معتز موسى” رفع السعر التركيزي لجوال القمح إلى (1800) جنيه تشجيعا للمزارعين، للتوسع في زراعة المنتج، وبعد فترة تم زيادة السعر التركيزي إلى (1850) جنيها.
وفي زيارة نائب الرئيس، “عثمان محمد يوسف كبر” لم يشكُ المزارعون من العطش، وتركزت الشكاوى حول زيادة سقف التمويل وفتح قنوات الري لزيادة الإنتاج وأكد المزارعون قدرتهم على تأمين غذاء السودان وخفض فاتورة استيراد القمح، وشهد نائب الرئيس تدشين الحصاد بصعوده على الحاصدة التي حصدت (20) جوالاً في الفدان وأشاد بالإنتاج الكبير الذي حققه مشروع الجزيرة في القمح، وأضاف: نقول لأهل السودان: (اطمئنوا) والبلد خيرها وفير، ووصف كبر مشروع الجزيرة بمطمورة السودان داعياً إلى جمع كل الإنتاج وتوجيهه نحو الاتجاه الصحيح مطالباً المواطنين بالوقوف على مكامن القوة التي أدت إلى هذا الإنتاج وتلمس مكامن الخلل، وأشاد النائب بتقارير الأداء بالمشروع لافتاً إلى أنها مطمئنة، مشدداً على ضرورة تطوير العمل، وقال إن زيادة المساحات المزروعة بالقمح إلى (٣٨١) ألف فدان قمح، بزيادة (١٠٠) ألف فدان من الموسم الماضي، تعتبر خطوة مهمة مشيدا بخطة إدارة المشروع لزيادة المساحة إلى (٦٠٠) ألف فدان في الموسم القادم.
وأبدى نائب الرئيس إعجابه بالإنتاج في وسط الحواشات ورفع فوقه علم السودان، كما استمع إلى شكاوى المزارعين ومقترحاتهم حول تعظيم الإنتاج، وعلق قائلا: (إذا وضعنا الرحمن في قلوبنا وظلت إيدينا خضراء وضراعنا قوي سنوفر قوتنا وقوت الآخرين)، مبيناً أن اهتمامات الدولة الأساسية الاهتمام بالمزارعين وقضية الإنتاج لأن الاقتصاد من أهم القضايا منوها أن زيادة الإنتاج والإنتاجية لا يأتي بالتمني وإنما يحتاج من الدولة والمزارعين التزام صارم جدا.
وزير الزراعة دكتور “رضوان محمد أحمد” الذي رافق نائب الرئيس، وفي أول حديث له في الفعالية تحدث مخاطباً الحضور مؤكداً أن مساحة القمح التي زرعت في الموسم الحالي بلغت (٧٠٠) ألف فدان في كافة أنحاء البلاد، مشيراً إلى أن الزيادة هذا العام بلغت (٦٦٪) مقارنة مع العام الماضي، وقال “رضوان”: إن الطلب المتزايد على القمح يتطلب زيادة الإنتاج.
محافظ مشروع الجزيرة المهندس “عثمان سمساعة” كشف أن المساحة التي زرعت بالقمح بالمشروع بلغت (٣٨١) ألف فدان قمح تمثل (٥٠٪) من مساحات القمح بالبلاد، وتوقع “سمساعة” إنتاج (٤٠٠) ألف طن قمح، أي ما يعادل (٤) ملايين جوال، مؤكداً أن إنتاجية الفدان بلغت (٢٠) جوال قمح للفدان.
وحول استعدادات إدارة المشروع للموسم المقبل أعلن “سمساعة” عن زراعة (٣٠) ألف فدان، بالأصناف المختلفة لإنتاج التقاوى بما يمكن زراعة مليون ونصف فدان في الموسم المقبل (الشتوي والصيفي)، وطالب محافظ مشروع الجزيرة بتوفير السيولة النقدية لشراء فائض القمح من المزارعين بعد سداد تكلفة الإنتاج بالإضافة لتوفير التمويل وصيانة المكاتب والقنوات، وقبل انهاء الزيارة عقد نائب الرئيس اجتماعاً مع إدارة المشروع ووالي الجزيرة الفريق أول ركن “علي محمد سالم” ناقش سير العمل بالمشروع، كما ينتظر أن يعقد اجتماعاً الأسبوع المقبل بمكتبه بالقصر الجمهوري.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية