الخرطوم – ميعاد مبارك
قبيل انعقاد ورشة الحُريات الدينية نهاية يناير الماضي، أعلنت الحكومة عن زيارة لوفد من الكونغرس الأمريكي للبلاد، إلا أن الوفد لم يحضر وعزا وقتها مسؤولون إلغاء الزيارة إلى الإغلاق الحكومي الأمريكي، ومن ثم تكرر المشهد إلا قليلاً، بعد اللبس الذي حدث خلال الأيام الماضية، حيث أعلن عن زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي للخرطوم، في وقت كان الزائر عضو الكونغرس الأمريكي “غوس بيلير يكس” وزوجته “ايفا بيليريكس” ومدير مكتبه ومساعده.
الأمر الذي أثار الكثير من الجدل ما بين التفخيم والتقليل من حجم الزيارة.
وكان البرلمان قد أعلن (الخميس) الماضي، في بيان رسمي عن زيارة وفد من الكونغرس الأمريكي، تستغرق (3) أيام، يلتقي خلالها رئيس وقيادات المجلس الوطني بالإضافة إلى رئيس الوزراء، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، إضافة لوزيري العدل والخارجية وعدد من المسؤولين بالدولة.
ومن ثم أعلنت وزارة الخارجية في تصريح صحفي للناطق الرسمي باسمها السفير “بابكر صديق” عن تفاصيل لقاء وزير الخارجية، دكتور “الدرديري محمد أحمد” مع عضو واحد للكونغرس الأمريكي ومساعديه، بحضور القائم بالأعمال الأمريكي “استيفن كوتسيس”، أشار الوزير خلال اللقاء إلى التعايش الديني في السودان، وقدم شرحاً للنائب الأمريكي حول الأوضاع في السودان، معرباً عن أمله أن يحذو بقية أعضاء الكونغرس الأمريكي حذوه، وأشاد الوزير بحرص “غوس” على الوقوف على الحقائق بنفسه.
وقالت الخارجية أيضا: إن عضو الكونغرس أشاد بالأوضاع الأمنية في البلاد، وناقش مع الوزير الحوار السوداني والأمريكي.
بعدها تبين أن الزيارة بترتيب من معهد (همتي دمتي)، والذي نظم من قبل عدداً من الزيارات المشابهة.
وكان “غوس” قد التقى رئيس حزب المؤتمر السوداني، “عمر الدقير”.
في وقت التقت زوجته بالجالية اليونانية في السودان.
“غوس بيليريكس”
“غوس مايكل بيليريكس”، سياسي أمريكي من مواليد 8 /فبراير/ 1963، عضو في الحزب الجمهوري وهو ناىب في مجلس النواب الأمريكي في فلوريدا، متزوج من “ايف بيليريكس” ولديه أربعة أبناء.
والده هو عضو الكونغرس السابق “مايكل بيليريكس” في الفترة من 1983 وحتى2007 حيث كان “غوس” يساعد وقتها في الحملات الانتخابية لوالده.
ينحدر “غوس” من أصول يونانية، التحق بالمدارس العامة بمنطقة خليج تامبا، تخرج في مدرسة تاربون سبرينجز الثانوية وكلية سانت بطرسبرغ جونيور، ثم التحق بجامعة فلوريدا، حيث حصل على بكالوريس العلوم السياسية عام 1986، بعدها حصل على شهادة في القانون من كلية الحقوق بجامعة ستيتسون عام 1989.يدير مجموعة بيليريكس القانونية، وهي متخصصة في تخطيط الوصايا والعقارات، والتي كان يديرها والده.
تم انتخاب “بيليريكس” لأول مرة في مجلس النواب في فلوريدا في عام 1998 عندما فاز بمقعد الدائرة (48) والتي تغطي معظم مقاطعة بينيلاس الشمالية وجزء من مقاطعة باسكو وجزء من مقاطعة هيلزبورو.
خلال فترة ولايته في تالاهاسي (1998-2006)، ترأس العديد من اللجان البارزة بما في ذلك منع الجريمة، ومخصصات السلامة العامة، ولجنة التنمية الاقتصادية والتجارة والمصرفية، فضلاً عن عضويته في التحالف اليوناني الإسرائيلي في الكونغرس.
بعد إعلان الأب تقاعده، دخل “غوس” إلى السباق ليخلف والده في المنطقة التاسعة، حيث هزم مفوض مقاطعة هيلزبره “فيليس بوسانسكي” في الانتخابات العامة بحصوله على (55٪) من الأصوات ليصبح الممثل الثاني للمنطقة، أعيد انتخابه ثلاث مرات دون أي معارضة حقيقية حسب الموسوعة الحُرة.
هو وناب رئيس لجنة شؤون المحاربين القدامى، عضو لجنة الطاقة والتجارة واللجنة الفرعية للتجارة الرقمية وحماية المستهلك، بالإضافة إلى اللجنة الفرعية للاتصالات والتكنولوجيا، اللجنة الفرعية للفرص الاقتصادية إلى جانب اللجنة الفرعية للصحة ولجنة الدراسات الجمهورية.
في العام 2009، تم تعيين “غوس” كعضو رفيع المستوى في اللجنة الفرعية المعنية بالإدارة والتحقيق والرقابة التابعة لمجلس النواب، وهو أكبر مراقب للكونغرس في حزبه على وزارة الأمن الداخلي بالولايات المتحدة.
“بيليراكيس” من النواب الذين قادوا جهوداً لتعزيز قدرات الولايات المتحدة على فحص التأشيرات ولعب دوراً رئيسياً في الجهود المبذولة لحماية حدود أمريكا، وأبرزها سن تشريع لتعزيز جمع المعلومات البيومترية من المهاجرين الذين تم أسرهم في البحر والذين يسعون إلى الدخول غير القانوني إلى الولايات المتحدة، ونجح في وضع مبادرات تشريعية في مشروع قانون توصيات 11 سبتمبر الذي تم توقيعه ليصبح قانونًا لزيادة أمن السكك الحديدية والنقل العام في أمريكا.
في 29 /سبتمبر/ 2008 ، صوت “بيليراكيس” ضد قانون الاستقرار الاقتصادي الطارئ لعام 2008 وهو من النواب الداعمين لإلغاء برنامج “أوباما” للرعاية الصحية – قانون الرعاية بأسعار معقولة – وهو من النواب الذين صوّتوا لصالح قانون تخفيض الضرائب وفرص العمل لعام 2017.
شائعات
وكانت قد أثيرت شائعات حول ترؤس عضو الكونغرس الأمريكي “غوس بيليريكس” الوفد الزائر للسودان، للجنة الحُريات في الكونغرس، والذي تبين أنه غير صحيح.
ولعل إبداء وزارة الخارجية لأملها في تشجيع مثل هذه الزيارات لنواب آخرين في الكونغرس الأمريكي، في طل المرحلة الثانية من الحوار السوداني الأمريكي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
إبداء الخارجية انفتاحها لزيارات أعضاء الكونغرس هي إحدى الإشارات الهامة، خاصة والخرطوم تسعى لإحراز تقدم فيما يلي الحوار بين البلدين بالإضافة إلى جهود الخارجية لصناعة صورة ذهنية إيجابية للسودان حول العالم، عبر الدبلوماسية الثقافية، رغم الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد.