ولنا رأي

هل يواصل الهلال المشوار؟!

صلاح حبيب

أدى فريق الهلال مساء أمس الأول أجمل المباريات في الجولة السادسة من الكونفدرالية للتأهل لنصف النهائي للبطولة، الكل كان يخشى أن تأتي المباراة بغير ما يشتهي الأهلة نظراً لأن المباراة تعد مصيرية للهلال خاصة وأن فريق ناكانا الزامبي كان متصدر المجموعة ، ولكن الهلال لم يخيب ظن كل المتابعين له من داخل وخارج البلاد فكان فعلاً سيد البلد فأدى مباراة لم يقدمها طوال الفترة الأخيرة من حيث الأداء الرجولي والهمة العالية والمسؤولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقه فكان مشرفاً للأهلة ولكل الفرق الرياضية بالبلاد، وقد لاحظنا أن جماهير خصمه المريخ قد سعدت بتلك النتيجة التي ترفع من قدر الكرة السودانية، لقد سبق أن كتبنا عن الفرق السودانية وكيف يتجاوزون الفرق العربية والأفريقية عندما تكون همتهم عالية ، فمباراة الهلال أمس الأول تعيد إلى الأذهان هلال جكسا وقاقرين والدحيش وسبت والريشة وكل العمالقة في فريق الهلال ،فالمباراة والانتصار الذي حققوه سيكون دافعاً لهم لنيل البطولة وليس من الصعب أن يؤدي الفتية المباريات القادمة بنفس المستوى البطولي والرجولي الذي أدوا به مباراتهم أمام ناكانا الزامبي فكلها خطوات تبقت للوصول إلى المباراة النهائية وليس هناك مستحيل في المستديرة إذا كانت همة اللاعبين عالية وإذا كان الطموح للوصول إلى المباراة النهائية أكبر، فقط نحتاج إلى إدارة قدر هذا التحدي وتعمل على توفير كل ما هو مطلوب للاعبين في المرحلة القادمة ،فنعلم أن الدكتور “أشرف الكاردينال” استطاع أن يوفر للاعبين الجو المناسب والحوافز التي تشجع على الاستمرار في البطولة بنفس النفس ونفس الطموح وبنفس التحدي ، فالكرة السودانية لا ينقصها اللاعب ولا الإداري ولكن ينقصها التشجيع والحافز فهناك خامات جيدة من اللاعبين يمكن أن تصل بالكرة السودانية إلى كأس العالم، لأن الكرة في السودان مازالت كرة هواة وليس محترفين، فإذا أردنا لها أن تتطور وتصل إلى مرحلة المحترفين لابد أن تضم الأندية إلى شركات تعمل على تسويق اللاعبين وتستطيع أن تعمل كما تعمل الأندية في العالم للمحترفين، فالسودان مازال هو الدولة الوحيدة التي مازالت تقوم كرة القدم فيها على الهواة، ففي الأندية الأوربية تقوم الشركات وأصحاب الأموال بشراء اللاعبين وتسويقهم للأندية الأخرى مما شجع اللاعبين على الانضمام إلى تلك الأندية ، فنحن نريد من أصحاب الأموال في السودان العمل على شراء نادي الهلال مقابل مال يتم تحديده حتى يضمن النادي الاستمرارية ، لأن الدولة رفعت يدها تماماً عن كرة القدم واعتبرتها ليست من أولوياتها، فإذا كان هناك صرف فليوجه إلى جهات أخرى، ولكن الحكومة لم تعرف أن كرة القدم وما تقدمه للدولة أو للبلد أكثر مما يقدمه عدد من السفراء في كثير من بلدان العالم ، فإذا لم تكن تلك اللعبة الشعبية المسماة كرة القدم هل من أحد كان قد خطر على باله اسم لاعب برازيلي اسمه بيلي أو فان باستن أو روماريو أو ميسي أو غيرهم من الأسماء التي لمعت في سماء المستديرة ، لذا فلابد أن تلمع أسماء في كرة القدم السودانية كما لمعت من قبل أسماء جكسا وقاقرين والدحيش، فالفرصة الآن أكبر مع الفضائيات الكثيرة ووسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة الآن ، ففريق الهلال الذي قدم أحلى العروض في مباراته مع الفريق الزامبي بإمكانه أن يصل إلى النهائي ويمكن أن يظل اسم السودان من خلال تلك المباراة نغمة حلوة في كل الفضائيات، فهل يفعلها الهلال ويصل إلى النهائي؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية