كمال علي
تعديل قانون الطوارئ ليُطبق خلال ستة أشهر، خطوة مهمة نحو التواصل والتصالح وفض الاشتباك، وكنت أود لو تم فرض حظر التجوال بديلا للطوارئ، يبدأ في وقت مناسب حتى إذا كانت الطوارئ لم تفصل على المحتجين بل لأسباب أخرى بحسب الحكومة.
نقول حظر التجوال بصورة مؤقتة يمثل في تقديرنا حلاً لمشكلات كثيرة فغير أنه يوفر الوقت والجهد والوقود والكهرباء وكثير من المهمات، فإنه أيضا يريح من الزحام والمدافعة والمدافسة في مواقف المواصلات.
يا سادتي في ناس (لافين ودايشين) في العاصمة دي بلا شغلة ولا مشغلة ومع احترامنا لهم فلربما لهم أسبابهم، لكن المؤكد أنهم جزء غالب في هذا الزحام.
اكتظت العاصمة بالسكان حتى فاض الكيل ولَم تعد تقوى على مجابهة هذه التدفقات البشرية الزاحفة صباحاً ومساءً صوب الخرطوم.
وعلى ذكر الخرطوم فإنها هذه الأيام فإنها تعيش في أردئ حالات تدهور إصحاح البيئة في غياب تام لحكومة الولاية والمحلية، ونناشد السيدين المحترمين الوالي ومعتمد محلية الخرطوم، للقيام بزيارة تفقدية ولو خاطفة إلى موقف المواصلات في المنطقة الواقعة جنوب إستاد الخرطوم، فالحاصل هناك انفجار داوٍ لمجاري الصرف الصحي والمياه الملوثة والروائح الكريهة تغمر المكان بشكل متخلف لا يليق بوضع مدينة يفترض أن تكون العاصمة الحضارية.
الآن الخرطوم في أسوأ حالات انهيار إصحاح البيئة وهذا يتطلب التدخل الحاسم للسيدين الوالي والمعتمد، لإعادة الأمور إلى نصابها والعمل على تلافي الخلل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ليجد ملف النظافة وإصحاح البيئة حظه من الرعاية والاهتمام والعمل الجاد المسؤول مع رصد الميزانية الكافية وتسخير آليات الولاية والمحلية، لمجابهة خطر الانهيار البيئي الذي يقود إلى كوارث كثيفة التداعيات المدمرة لصحة المواطن والمشوهة لوجه العاصمة.
نكرر مناشدين لابد من الاهتمام بملف البيئة وإصحاحها وتفعيل آلية النظافة والاهتمام اللائق بصحة المواطنين.
محلية يكون همها جمع العوائد والرسوم والإتاوات وملاحقة بائعات الشاي لن تنجح في مسعاها فأين الخدمات وأين التنمية ؟
وعوداً إلى اقتراح حظر التجول المؤقت فنحن نعلم أننا حين نكتب ذلك فإننا سنجر على نفسنا عاصفة من الهجوم الضاري ونطل على كُوة من الجحيم، لكن هناك وقتاً مهدراً في السهر و(الحوامة) وخاصة من جيل الشباب الذي نعول عليه كثيراً في إحداث التغيير نحو المستقبل المشرق لبلادنا، وكما أن للمكوث في البيت بعد دوام العمل فوائد جمة في لم شمل الأسرة والتفاكر في أحوالها ومتطلباتها، زِد على ذلك أن هذا الحظر المؤقت يساهم في دحر فلول (زوار الليل) الذين يؤرقون مضجع المواطن وما أكثرهم في هذه الأيام التي تنشغل فيها معظم القوات النظامية بالأحداث الجارية في البلاد وخلا الجو للصوص المنازل.. الله يقطع طاريهم فقد ذاق أحباب لنا وأقارب ويلات سطوهم ونهبهم وساطورهم..
والله المستعان