ولنا رأي

حكومة الوكلاء!!

صلاح حبيب

منذ أن أعلن رئيس الجمهورية حل حكومة الوفاق الوطني قبل نهاية الشهر الماضي ظل الوكلاء وبعض الوزراء المكلفين يسيرون الدولة، فالناظر إلى الوضع إبان الحكومة السابقة وما بعدها تحس بأن الوزراء لا دور لهم بل هناك أعباء كثيرة ومنصرفات أكثر من اللازم، فالوضع الآن أفضل من أيام الحكومة المترهلة التي لم تقدم شيئا يذكر خاصة وأن هناك عدداً من الأعباء على الدولة من المخصصات التي تمنح للسيد الوزير الذي لا يعمل شيئا، لا أدري لماذا كل تلك التخصصات للسيد الوزير وأسرته أكثر من عربة له وللبيت ولنقل أولاده للمدارس والزوجة إلى السوق وإلى أهلها وإلى القضايا الانصرافية كلها على حساب هذا الشعب الغلبان، ما الذي يقدمه الوزير إلى هذا الشعب وما هي الحلول التي نستفيدها من وجود الوزير ووزير الدولة والجيش الجرار من العاملين قصاد السيد الوزير، منهم من يحمل له الشنطة ومنهم من يفتح له الباب ومنهم من يجلس على باب المنزل ومنهم من تخصص له حراسة، لا ندري ممن تلك الحراسة وقصاد شنو؟، إن غياب الحكومة لم نشعر به أبداً بل الحال الآن أفضل، فالمواد البترولية الآن بنزين وجازولين وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي يحتاج لها المواطن الآن أفضل عما كانت عليه الحكومة السابقة، إذا أجري تقييم لهذه الحكومة التي نطلق عليها حكومة الوكلاء نجدها هي الأفضل، وقد وفرت للدولة الكثير من المال والمنصرفات البذخية التي كانت تمنح للسادة الوزراء الجالسين على المكاتب دون أن يقدموا عملاً يفيد البلاد، حتى الاحتجاجات التي حدثت الفترة الماضية لم نسمع بوزير واحد تقدم بحل للمشكلة، فالكل جلس في منزله أو ذهب إلى مزرعته وأدار شؤونه الخاصة، وربما قال لقد ارتحنا من الاجتماعات والتنظير الكثير، لذا فإن الوضع الحالي أفضل للدولة من وجود جيش جرار من الوزراء ووزراء الدولة وبقية السكرتيرات وحاملي الشنط، فالشعب ليس في حاجة إلى وزراء لا يقدمون حلاً لمشكلته وليس في حاجة إلى التنظير الذي يقومون به، فالشعب يريد أن يجد متطلباته المعيشية حاضرة، ولا يريد أن يكون هؤلاء عالة عليه.. يصرفون الأموال الطائلة، والمخصصات البذخية على حسابه، فالحياة الآن بدون وزراء أفضل فالسوق الآن أفضل والمعيشة أكثر رخاءً، مما يؤكد أن الوزراء لم يقدموا ما يفيد بل كانوا عالة على الشعب وعلى أمواله التي تمنح لهم بدون وجه حق، وإذا سألنا الحكومة ما الفائدة التي يقدمها الوزير حتى تخصص له أكثر من سيارة، وما هو الفرق بين ابن الوزير وأي موظف آخر في الدولة، ما هي عبقرية هذا الوزير الذي يمنح له كل هذا ويستقطع من حساب المواطن المسكين، يجب على السيد الرئيس أن يجعل الحكومة الحالية تسير الأمور، ومن ثم يعمل جرد حساب للفائدة التي تلقاها المواطن منها ومن الحكومات السابقة، وماذا وفرت تلك الحكومة للدولة من مال تسيير ومن امتيازات ومنصرفات كانت تمنح للوزراء أن كانت على مستوى حكومة الوفاق الوطني أو الحكومة العريضة أو أي حكومة أخرى تلت تلك الحكومات، نحن لسنا في حاجة إلى حكومة جديدة أياً كان مسماها بقدر ما نحن في حاجة إلى وكلاء أو موظفين يعملون على إدارة شؤون البلاد بهذه الصورة التي تدار بها الدولة الآن.. واليبحث الوزراء السابقون على عمل آخر يقتاتون منه، فنحن لسنا في حاجة إليهم طالما هؤلاء الوكلاء يديرون البلاد بصورة أفضل عما كان عليه الوضع السابق.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية