ولنا رأي

سوق أم درمان والجبايات!!

صلاح حبيب

ظلت محلية أم درمان، تلاحق التجار والباعة المتجولين بفرض الجبايات والرسوم غير المبرّرة، مما خلق نوعاً من الاستياء في أوساطهم، فالتجار الذين احترقت محلاتهم الفترة الماضية حتى الآن لم يتم تعويضهم ولم تعرف الأسباب الحقيقية للحريق الذي اندلع في ساعات مبكرة من صباحات أم درمان، فالسوق الذي يعد واحداً من الأسواق التراثية أو الشعبية الذي يقصده السُّياح مازال يعاني من التطوير والتحديث ورغماً عن ذلك نجد المحلية تطارد الباعة وتفرض الرسوم التي أصبحت فوق طاقتهم، وإذا استمرت المحلية في نفس أسلوبها بهذه الطريقة ربما يتشرد الكثيرون أو يتحولون إلى مهن أخرى تعرفها المحلية، لذا فعلى السيد المعتمد وطاقمه أن ينظروا إلى أولئك التجار الكبار منهم أو صغارهم، باتخاذ وسائل أخرى تضمن لهم حياة كريمة داخل السوق، فالفرندات الملحقة بالدكاكين يستفيد منها أولئك الباعة، فإزالتها تعني مزيداً من التشريد، لذا فإن سوق أم درمان ولما له من تاريخ طويل يتوارثه جيل عن جيل يجب أن تعمل المحلية أو المعتمدية على وضع دراسة في كيفية تطويره بما يناسب ذلك التاريخ الطويل بدلاً عن تلك المطاردة اليومية مع أولئك الباعة،فالسوق يحمل عبق التاريخ ويرتاده زوار من خارج البلاد ولذلك يجب أن يكون في أبّهة صورة مع الحفاظ على المكونات الموجودة فيه فالسوق الذي قسم بطريقة متناسقة قبل مئة عام تقريباً من المفترض أن تحافظ المحلية عليه مع بعض الإصلاحات الجديدة التي تجعل منه سوقاً أشبه بالأسواق العالمية أو التراثية أو الشعبية، ولكن المشكلة كلما حل مسؤول جديد على السوق يحاول أن يبرز عضلاته واضعاً همه الأول كيف يفرض تلك الجبايات وكيف تطارد البلدية صغار التجار أو تفرض مزيداً من الرسوم عليهم، فالأرض في سوق أم درمان يتم استئجارها مما صعّب من حركة المشترين، فالمحلية إن أرادت أن تأخذ ضرائب أو جبايات زيادة على التجار وهم باستطاعتهم أن يدفعوا فعليها أن تهيِّئ المكان المناسب لهم بحيث لا تتعدى عليهم مرة أخرى بعد الترتيب والتنظيم، فالآن هناك عدد كبير من المحال التجارية التي أقامتها المحلية داخل السوق قبل فترة ولم يتم افتتاحها حتى الآن.. إما بسبب الرسوم الباهظة المفروضة ،أو لعدم عدالة التوزيع مما خلق نوعاً من التذمّر وسط التجار فأوقفت المحلية توزيعها، فالسوق الآن محتاج إلى إعادة ترتيب وتنظيم أكثر من مطاردة الباعة فسوق أم درمان من الصعب دخوله أثناء الصباح أو منتصف النهارناهيك عن المناسبات (أعياد الفطر و الأضحى أو بداية شهر رمضان) فحركة المواصلات فيه سيئة خاصة في منتصفه أو ما يسمى بالمحطة الوسطى التي تتكدّس فيها معظم وسائل المواصلات، فهذه المنطقة أصبحت مشكلة تواجه حتى الجهات المسؤولة عن المرور، أما شارع كرري فحدّث ولاحرج، ومن الصعب عبوره بسهولة لا ليلاً لا نهاراً؛ نظرا إلى كثرة الركشات والتكتكوك التي تقف أمام المحال التجارية، لذا فإن الجهات المختصة بالمحلية يجب أن تنظر في تنظيم وترتيب السوق بدلاً من أن توقف حال صغار التجار ودفعهم إلى ممارسات أخرى هم في غنى عنها، فإن استطاعت المحلية أن توفر محالاً نظير مال محدد يمكن أن يتم دفعه على دفعات تكون قد خدمت تلك الشريحة وساعدتها في توفير الحياة الكريمة لها.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية