عز الكلام

الفشل ليس قاصراً على الصف الأول

من يظن أن الإصلاح السياسي والاقتصادي المطلوب سيتحقق أو ستكتمل فصوله لمجرد تخلي الرئيس عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني
ليتساوى بذلك الحزب المدلل مع بقية الأحزاب السودانية أو أن الإصلاح سيكون شاملاً، والحرب على الفساد ستؤتي أكلها بتولي ولاة من المؤسسة العسكرية لشؤون البلاد ، من يظن أن ذلك سيتم فقط من غير أن يحدث تغيير حقيقي في كثير من المؤسسات الاقتصادية والتعليمية أو التنفيذية يكون شخصاً غير مدرك لحقيقة الأزمة التي تعيشها بلادنا، والتي وصلت للأسف حداً من الانهيار على كافة الأصعدة، صحيح المسؤول عنه الأول والأخير هم كثير ممن كانوا يتحملون المسؤولية في الصف الأمامي من كوتة الوزراء ووزراء الدولة الذين هم أكثر من المواطنين أنفسهم، إلا أن هناك شراكة أساسية وحقيقية تسببت في هذا الفشل وأقصد لستة طويلة لمسؤولين تمكنوا من الوظائف القيادية على طول السنوات الماضيات فقط بسبب انتمائهم للحزب الحاكم، وبسبب هذا الولاء المطلق أصبحت الوظائف تحت سطوتهم وسيطرتهم وبذلك تم إقصاء العديد من أصحاب الكفاءة والخبرة وجلسوا على الرصيف فتكاملت هذه الصورة السوداء من فشل يعقبه فشل !!!!لذلك المطلوب الآن من قادة التغيير أن يقوموا بثورة حقيقية كتلك التي قام بها “أردوغان”، عقب الانقلاب عليه، صحيح هناك اختلاف في الظروف والأحداث والمناسبة، و“أردوغان” يومها قام بما يشبه الحملة الانتقامية لمعارضيه الذين انقلبوا عليه لكنه في النهاية نظف الوظائف ممن يرى أنهم حجر عثرة في طريق مشاريعه التنموية أو أنهم سيقلقون منامه ولن يتفرغ لتنمية تركيا كما فعل ويفعل الآن، لذلك نحن محتاجون لفعل كالذي قام به “أردوغان” يطيح بمن ساهموا في هذا الفشل ويتيح الفرصة لأبناء السودان القادرين على العطاء الذين يستطيعون أن يصنعوا سوداناً جديداً يقوده سودانيون مقياس التكليف والتعيين، عندهم الانتماء لهذا الوطن بلا إقصاء أو استهداف لأنه لم يضر بهذا البلد منذ استغلاله أكثر من سياسة التمكين، وعلى فكرة هذا الداء لم تخل منه أيضاً بعض الأحزاب التقليدية التي ظلت تقدم لصفوفها الأمامية أسماء مكررة ومعادة فقط بدافع الولاء أو الانتساب للبيوتات الكبيرة لذلك لم تستطع وعلى طول تاريخها أن تجدد دماءها أو أفكارها وبرامجها وظلت تنتج ذات الطرح لذلك لم تجد لنفسها مكانا عند الأجيال الجديدة فأصبحت في وادٍ والشارع السوداني في وادٍ آخر.
الدائرة أقوله إن الرهان الحقيقي على نجاح هذا الانقلاب التاريخي أن يصحبه انقلاب على كل الأصعدة يطيح بالموروث القديم الذي لم نحصد منه إلا التراجع والتخلف واحتلالنا المراكز الطيش على كل الأصعدة والمستويات.
ولابد أن يصحبه أيضاً انقلاب على أسماء ظلت تتقلب في المناصب وكأنها تفهم في أي شيء وكل شيء وبقية أهل السودان ما بفكوا الخط لذلك لابد من تنظيف الصف التأني والتالت الذي لا يقل أهمية بأي حال من الأحوال عن الصف الأول لنشعر بقيمة وحجم هذا التغيير.
كلمة عزيزة
رغم أن الدولار يواصل هبوطاً في سوق العملات إلا أن المواطن لم يتلمس أو يتحسس هبوطاً في الأسعار بل أن بعضها يواصل صعوداً غير مبرر، أمس مثلاً ارتفعت عبوة الزبادي إنتاج كابو إلى أربعين جنيهاً وهي منتج محلي وغير مستورد فهل هناك سبب لهذا الارتفاع وإلا في بلدنا دي الحمى البتطلع ما بتنزل مهما منحت من المضادات الحيوية.
كلمة أعز
اللهم أحم بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية