عز الكلام

ليس هناك خاسراً .. المنتصر هو السودان!!

أم وضاح

لم يخب السيد الرئيس عشم شعبه، ولم يرضَ أن يكون أقل من الآمال التي علقت عليه لتخرج بلادنا من شبح الكارثة التي كنا في طريقنا إليها، وهي كارثة اقتصادية وسياسية لا ندري إلى أي مآل سيؤول إليه حالنا، لكن وكما يفترض أن يكون، استجاب الرئيس لتطلعات الشعب السوداني ومطالباته المشروعة، واستجاب لنداء الشارع بقرارات تاريخية منحازاً لهذا الشعب الصابر الذي ظل قابضاً على الجمر، متسامياً فوق الجراح، لم يخرج إلا بعد أن فاض به الكيل وبلغ السيل الزبى، ليقول الرئيس ومن خلال خطابه إنه قد تحلحل من قيود الحزبية رئيساً لكل أهل السودان، وهو ما ظللنا نطالب به منذ زمن بعيد ونحرضه عليه، وخلوني أقول إن الرئيس “البشير” وطوال الثلاثين عاماً الماضية، منح حزب المؤتمر الوطني أكثر مما منحه الحزب، وأسبغ عليه كثيراً من القوة والمنعة وليس العكس، وعمل لكثيرين رأس وقعر بسبب انتمائهم لحزب الرئيس، لكن للأسف انكشفت في الأحداث الأخيرة الحقيقة المرة أن الحزب أقل بكثير من مواجهة الأزمات أو طرح الحلول أو إيجاد البدائل، بل إن الحزب في رأيي خذل الرئيس نفسه طوال الشهرين الماضيين، وكثير من قياداته انزوت وذابت واختفت عن المشهد إلا القليل، وتركوا الرئيس يواجه الأزمة بنفسه، بدليل أنه لم يهدأ ولم يسترح طوال الشهرين الماضيين، وظل في حالة حراك داخلي وخارجي ولم يصدِّر الحزب الحاكم إلى المشهد إلا ناس بلادي، حقول بلادي، سهول بلادي، الذين لم يكن لديهم منطق ولا قوة إقناع ولا أي دفوعات أو مبادرات يقدمونها للشباب الثائر، لذلك فإن هذه الخطوة التي قام بها الأخ الرئيس متحللاً من حزب المؤتمر الوطني، ومن الحركة الإسلامية ستضع البلاد على الطريق الصحيح من أجل الوصول إلى حلول سلمية وديمقراطية لأزمة الحكم والرئيس يجدد دعوته لكل أطياف المعارضة أن تتقدم إلى ساحة المنافسة الانتخابية والشعب السوداني وحده من سيقرر من هو الأفضل ومن هو الأصلح لقيادته، أما الأخ الرئيس فقد انحاز لضميره وانحاز لمسؤوليته أمام الله والتاريخ، وهو موقف نرجو أن تتحلى به كل القوى السياسية خاصة تلك التي تستعجل الوصول للسلطة بأي شكل كان، حتى لو مشياً على جماجم الشباب المعبأ بالحماس المشتعل غضباً على أوضاع معيشية صعبة يعيشها صباح مساء، لذلك فإن المأمول والمنتظر من هذا الانقلاب التاريخي وإعلان حالة الطوارئ، أن يكون انقلاباً على الفساد، انقلاباً على المحسوبية، انقلاباً على الفشل، وأن يستخدم في ذلك كل ما هو متاح من الثورية الشرعية التي يوفرها قدر كبير من هكذا قرارات، يجب أن تنحاز لشعب السودان، وظني الكبير أن تعيين ولاة بالبزة العسكرية سيكون هو الضمانة لتحقيق ما هو منشود من تطلعات، خاصة والشارع السوداني ينتظر تشكيل حكومة محترمة قادرة على حلحلة مشاكله وقادرة على إنزال شعارات مهمة، كشعارات محاربة الفساد إلى أرض الواقع حتى يشعر أن الدماء التي سفكت لم تضع هدراً أو أنه ليس لها تمن.
فالتحية لشعبنا الذي صبر والذي ظل ممسكاً على الجمر، وهو شعب واعٍ نراهن على أنه سينحاز للعقل والمنطق ولن ينقض أبداً غزله بيده، وشكراً للرئيس الذي جعل غير الممكن ممكناً، والمستحيل واقعاً، وشكراً لشبابنا الثائر الذي أكد أنه صاحي وناضج وقادر على أن يقود التغيير ويطرح قضيته بقوة وينتصر لها، ليكون مجمل هذه الأحداث هي البداية الحقيقية لتاريخ جديد نكتبه بمداد من نور ليس فيه خاسراً أو منتصراً والكسبان الأول هو هذا الوطن العزيز.
}كلمة عزيزة
في حديثه أمس الأول، للإعلام أكد رئيس جهاز الأمن والمخابرات أن حرية التعبير مكفولة للجميع، وأن حرية الصحافة ستكون أفضل مما كانت عليه، وهو المطلوب تماماً في الفترة القادمة، لتصبح الصحافة هي برلمان الشعب والرقيب الحر الذي يفضح الفساد ويهز أركانه ويكشف المستور.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية