ربع مقال

“البشير” والخيارات الصفرية .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. قد لا اتفق مع من لا يقول بأن خطاب الرئيس “البشير” بالأمس قد أحدث شيئاً جديداً على الساحة السياسية فهذا قول فيه تجاهل قطعي لما حمله الخطاب من متغيرات أهمها وعلى الإطلاق خروج القيادة السياسية للحكومة وعلى مستوى رأس هرمها لتتعاطى ولأول مرة مع حراك الشارع ففي هذا وبلا شك اعتراف صريح بتأثير هذا الحراك ودوره في تحريك القناعات الراسخة لمن بيدهم الأمر تجاه العلاقة بين من يحكم من على سُدة الحُكم ومن يتلقى نتائج وإسقاطات هذه الممارسة في حياته ومعيشته وبالتالي ما يؤثر سلباً أو إيجاباً على قيمته وكرامته كمواطن فما تحدث به الرئيس بالأمس عبر عن هذا التعاطي ولأول مرة على نحو واضح وجلي .. كما أن ما وعد به “البشير” بأن يخرج من عباءة حزبه ليكون على مسافة واحدة من بقية القوى الحزبية وبالتالي من كل مواطن لديه إحقاقاً للعدل والمساواة وعدم المحاباة أمر أيضاً جديد ويمثل انعطافاً إيجابياً لرأس الدولة هذا فيما جاء قرار الرجل بتأجيل إجازة التعديلات الدستورية عبر البرلمان والتي تتيح له الترشح للرئاسة لمدد مفتوحة بارتياح لدى الناس بالرغم من عدم قطعه فيه قطعاً تاماً إلا أن مجرد إعلان التأجيل يريح المطالبين بإسقاط هذا الخيار تماماً.. هذا على وجه القراءة الموضوعية لما جاء به بالأمس الرئيس “البشير” لتبقى حقيقة النوايا ومصداقية القول هي الفيصل في الأمر برمته وبمثل ما أعلن “البشير” رفضه للخيارات الصفرية التي انطلق منها البعض لقيادة الاحتجاجات الأخيرة فإن الآخرين يطالبونه بذات الفعل (بأن لا يصفر عداده هو) وأن لا يعود بالدولة السودانية إلى العام 1989م عبر ما قد يترتب ويتطور من فرض حالة الطوارئ بعد أن عبرت هذه المراحل وغدت تتطلع إلى مشاركة شاملة في الحكم لا تقصي أحداً ولا تغدر بجماعة ولا تصنف مواطناً سودانياً بغير انتمائه الوطني للأرض والوطن..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية