ولنا رأي

وماهو الحل يادكتور؟!

صلاح حبيب

قطع الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” مساعد رئيس الجمهورية بعدم تشكيل حكومة انتقالية، وهذا يؤكد أن المشكلة ستظل مستمرة مع المحتجين طالما أغلق باب الحلول وإن كانت مُرة أو صعبة ، ولكن يجب أن تكون هنالك حلول لتخرج البلاد من الأزمة التي تعيش فيها ، فالمعارضون لن يتنازلوا عن مطالبهم وإن كانت تعجيزية أو مُرة لا تبلعها الحكومة ولا تهضمها، ولكن هي محاولة من بعض الجهات في سبيل إيجاد مخرج للأزمة التي نعيش فيها وحتى الانتخابات التي ترى الحكومة أنها الحل الوحيد، أما المعارضون، ولكن المعارضة إذا تتكل على جنب الجهات الخارجية فلن تقف عن تلك الاحتجاجات التي حولتها إلى سياسية بدلاً من اقتصادية، فالعالم الآن يقف بالمرصاد إلى الحكومة ، فالولايات المتحدة الأمريكية دخلت في الخط وطالبت الحكومة بعدم قمع المتظاهرين وهذه واحدة من بدايات التدويل للقضية ، لذا لابد أن تقوم الحكومة بقراءة للوضع بصورة أعمق وأشمل بدلاً من اللغة التي تكون منفرة أكثر منها ترغيبية أو تكون مستفزة،فهناك من الحكماء والعقلاء الذين يمكن أن يكونوا طرفاً ثالثاً يساعد في حل المشكلة السودانية، أو إيجاد بدائل أخرى كالمبادرات التي تتقدم بها القوى السياسية أو الأحزاب، كما المبادرة التي يعدها المؤتمر الشعبي أو حزب الأمة القيادة الجماعية برئاسة الدكتور “الصادق الهادي المهدي”، والذي يعمل على عرضها أولاً على قيادات حزبه ومن ثم عرضها على الجهات المختصة بالدولة، فهذه المبادرات إن وجدت أذناً صاغية ، يمكن أن تدفع بالحل ، وإلا سنظل في المحطة الأولى إلى أن تأتي الانتخابات أو يكون للدولة رؤية أخرى باعتقال أي متظاهر أو إنزال قوة من الجهات الأمنية والشرطية إلى الشارع مع رفع سقف الاستعداد إلى أقصى درجة وهذا أيضاً لن يكون الحل، لأن المجتمع الدولي يقف بالمرصاد، وكما ذكرت فإن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن يكون لها موطئ قدم في البلاد وكذلك حقوق الإنسان فإذا لم ندرك الموقف تماماً ونتعامل مع القضية بنوع من التروي والحكمة، فإننا سوف نبلع الطُعم كما بلعه من قبل الرئيس العراقي “صدام حسين”، والرئيس “القذافي” و”علي عبد الله صالح”، وكل القادة العرب الذين بلعوا الطُعم أو الشرك الذي نصب لهم من قبل المجتمع الدولي، فنحن مازلنا دولة متماسكة، وعلينا أن نظل في هذا التماسك، ولكن بلغة أرحب وأسهل وأبلغ ،فإذا انفلت الزمام فمن الصعب أن نلمه، لذا لابد من حوار جاد مع كل الأطراف، وأن تتنازل الحكومة وأن تكون هي الراعي وهي الأب وإلام الذين يسعون إلى إرضاء أطفالهم بدلاً من تلك اللغة المنفرة أو الجافة فمازال في الوقت فسحة لمعالجة الأمور بين البيت الواحد والقبيلة الواحدة ، فاللغة التي استخدمها الدكتور “فيصل” لن تعجب المحتجين خاصة وفي هذا الجو المكهرب ، فالشباب في حاجة إلى لغة تدغدغ مشاعرهم وتلين قلوبهم حتى يمكنهم الجلوس إلى الحوار الذي يفضي في النهاية إلى معرفة أسباب وجذور المشكلة وما هو المطلوب من الجميع، أما إذا كانت المعارضة تطالب باقتلاع النظام بالقوة فهذا لن يحدث.. وإذا كانت الحكومة تريد أن تحل المشكلة بالقمع، فأيضاً لن تصل إلى نتيجة، فالنتيجة التي يطلبها الجميع الحوار ولا بديل لحل المشكلة السودانية إلا عبر الحوار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية