ولنا رأي

صورة زاهية لحل مشكلة المواصلات!!

في اللقاء التفاكري الذي درجت وزارة الثقافة بولاية الخرطوم على تنظيمه، والذي تستضيف من خلاله وزيراً مختصاً في مجاله، ويشرفه الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي الولاية، استضافت أمس الأول السيد “الرشيد فقيري” وزير التخطيط العمراني والسيد الوالي، للحديث حول كيفية معالجة مشكلة المواصلات. في بداية اللقاء قدم فيلم استعراضي حول قضية السكن، والتي تصدى لها (صندوق الإسكان والتعمير)، عرضت العديد من البنايات الجميلة والأبراج ذات الطوابق المتعددة التي تضم عدداً من الشقق السكنية والتي تم تنفيذ 1500 شقة منها خلال أربعة أشهر، وهناك خطة لتشييد خمسين ألف شقة سكنية خلال الفترة المقبلة في كل من (الأندلس) و(شرق النيل) وغيرهما من المناطق المقترحة، وقال السيد الوالي إن هناك ثلاثة أنواع للسكن، منها السكن الشعبي وهذا للشرائح الضعيفة وذات الدخل المحدود من العمال، وهناك السكن الفئوي وهو خاص بالفئات المختلفة إن كانت في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي، يمنح للمنضمين للجمعيات والنقابات أو الاتحادات، ونوع البناء أفقي ورأسي، وسيتم تمليك الفئويين شقق خلال احتفالات البلاد بعيد الاستقلال السابع والخمسين، وقد تم الفراغ من ثمانمائة وحدة سكنية. كما أنشـأ الصندوق أكثر من ثلاثة وخمسين ألف وحدة سكنية للسكن الشعبي، وهناك السكن الاقتصادي.
أما عن الموضوع الرئيسي الذي خصص للقاء التفاكري، فقد قدم السيد الوالي صورة زاهية لحل مشكلة المواصلات بالولاية وفقاً للمعالجات الإستراتيجية، وقال إن هناك (660) بصاً من البصات قد دخلت الخدمة لحل المشكلة، ويتوقع أن يرتفع العدد حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر الجاري إلى سبعمائة بص يرتفع بعد ذلك إلى (893)، وقال إن نسبة التشغيل قد بلغت (93%)، كما تم تمليك خمسة وسبعين بصاً للأفراد ليرتفع عدد تمليك البصات إلى (175) بصاً.
الصورة الوردية التي رسمها السيد الوالي مع المعاناة التي يواجهها المواطن حالياً من الأزمات المختلفة، تجعل المواطن يحس بأن المشكلة فعلاً في طريقها إلى الحل، وما هي إلا أيام قليلة والمواطن ينعم بمواصلات هادئة بدون جري ومطاردة، فالسيد الوالي قال إن هناك إجراءات يجري ترتيبها لاستيراد عدد من الحافلات منها (140) حافلة سعة ثلاثة وثلاثين راكباً من جياد، ومائة حافلة سيتم استيرادها من مصر شركة (الوهاب)، ومائة أخرى من (مصر)، أيضاً من شركة (شهاب)، وستصل حافلات (الوهاب) في الأسبوع الأول أو الثاني من جمهورية (مصر العربية)، وهي حافلات مكيفة وسيتم تسليم الحافلات للراغبين، ويتوقع أن يصل عدد الحافلات المستوردة خلال ثلاثة أشهر إلى ألف حافلة، وستنتقل الولاية من الحافلات ذات السعة الصغيرة إلى الحافلات ذات السعة الكبيرة، وسيتم تمليكها إلى القطاع الخاص والحكومي.
السيد الوالي نفى أية إشكاليات حول تعطل البصات التي امتلكها المواطنون وفقاً للشروط والاتفاق المبرم بينهم بدفع عشرة آلاف جنيه كمقدم، وقال إن الحجج التي ساقها البعض حول عدم توفير الاسبيرات، أو أنهم باعوا حافلاتهم لشراء البصات ولم تتم لها الصيانة حديث عار من الصحة.
السيد الوالي في حديثه ذكر أن (موقف كركر) قد أنهى تعاقده، والموقف أصبح تابعاً للمحلية وهي سوف تديره بنفسها اعتباراً من يناير المقبل، وقال سيتم استبدال المواقف بمحطات ربط، بمعنى أن المواقف مهمتها أن تنطلق منها المركبات دون أن يكون الموقف لتكدسها.
ظللنا نستمع إلى شرح السيد الوالي وكأنما (الخرطوم) ستكون في الوقت القريب (طوكيو) أو (باريس) أو على الأقل (القاهرة) نظراً للصورة الزاهية التي رسمها لنا السيد الوالي حول معضلة المواصلات ببصات المدن ذات السعة العالية والترام الذي يسير عبر القضيب أو عبر الأسلاك الكهربائية، وقال هذا النوع تبرعت به حكومة (النمسا)، ويتوقع أن يصل بنهاية عام 2013م وتم التعاقد على ستة قطارات.
كل الحديث الذي ذكره السيد الوالي يبعث الطمأنينة في القلب، لكن نحن نريد الحل العاجل لما نراه الآن من أزمة مفتعلة وليست حقيقية مع القطاع الخاص حافلات أو هايس، وهؤلاء يمارسون السادية على المواطنين خاصة في فترات الذروة، لذا لابد من إجراءات صارمة على أولئك قبل أن تنفذ الولاية إستراتيجيتها المرتقبة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية