طرحت الحكومة مبادرة للم الشمل وطرح أساتذة جامعة الخرطوم، مبادرة للحل عبر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، المبادرة عبارة عن لقاء يبدأ (الإثنين) القادم، بكلمات لوزير التعليم العالي وكلمة لرئيس مجلس الوزراء، الأستاذ “معتز موسى”، وتقدم بعض الأوراق مثل ورقة التداول السلمي للسُلطة، يقدمها الدكتور “صلاح الدومة” والدكتور “حسن سيد سليمان” ويبتدر النقاش الدكتور “حسن الساعوري” والدكتور “ياسر عوض” وورقة الحُريات والحقوق، يقدمها الدكتور “عبد الله إدريس” والدكتور “بركات موسى الحواتي” يبتدر النقاش الدكتورة “سهير صلاح” والدكتور “محمد العالم” وورقة مخرجات الحوار الوطني، يقدمها الدكتور “محمد الأمين خليفة” يبتدر النقاش البروفيسور “هاشم علي سالم” والدكتور “عادل كرداوي” وفي اليوم الثاني يقدم الدكتور “هاشم محمد الهادي” ورقة بعنوان العلاقة بين المجتمع والدولة يبتدر النقاش “فايز عمر جامع” والدكتور “إدريس سالم الحسن” ويقدم الدكتور “أحمد محمد سليمان” ورقة بعنوان المؤسسات والمنظمات السودانية، يبتدر النقاش الدكتور “مدثر عبد الرحيم” والدكتور “عبد اللطيف البوني”، إن الندوة أو الورشة التي ستعقد يومي (الإثنين والثلاثاء) القادمين، هي محاولة لصب الماء على النار، ولكن لن تكون حلاً للمشكلة الآنية، لأن المشكلة الآن تجاوزت مثل تلك الندوات والحل لن تقبله الحكومة بتلك السهولة ولا المعارضة أو المتظاهرين لأن القضية أصبحت أبعد من الورش والندوات والحكي والكلام ما عاد مفيد ما لم يكن هناك بيان بالعمل لحل المشكلة اقتصادياً أو سياسياً فالحل السياسي أصبح أكبر من الاقتصادي لأن المشكلة الاقتصادية بدأت في الانفراج ولكن السياسية هي الأصعب في الحل وهما طرح من مبادرات ما لم تتوفر القناعة للمؤتمر الوطني فلن تجد سبيلها للحل، فالإنقاذ التي ستقول إنها سعت للتخطيط إلى الحُكم منذ أربعين أو خمسين عاماً لن تتنازل عنه بهذه السهولة، فمن أراد الحل لابد أن يجلس معها ولكنها لن تفك الحكم بسهولة، إذا المشكلة ستكون عصية ليس على المحتجين أو على الحكومة وإنما على كل الوطن، وإذا تمسك كل طرف بموقفه فلن نصل إلى الحل، وسبق أن ذكرنا بأن الاحتجاجات أن لم يكن لها قائد فلن تؤدي إلى سقوط النظام، فالتجارب السابقة موجودة خاصة إبان الحُكم المايوي الذي واجه آلاف من المظاهرات والانقلابات العسكرية، ولكن غياب القائد أجهض كل تلك المحاولات، ثانيا الإنقاذ كانت تعلم أن يوماً ما سيأتي بمثل تلك الاحتجاجات وإن هناك من يحاول اقتلاعها بالقوة.. لذا أمنت نفسها بأن جعلت معظم مؤسسات الدولة من منسوبيها .. فمن الصعب أن يتم اقتلاعها بالقوة أو بسهولة، ما لم تكن هناك أطراف أخرى خارجية تدعم الداخل أو أن يأتي غزو خارجي كما حدث في محاولة 1976 أو ما يُسمى (بالمرتزقة) التي دخلت العاصمة الخرطوم، ولكن افتقادها للقائد افشل المحاولة الانقلابية رغم كل عناصر النجاح كانت متوفرة لها، فالمظاهرات التي اندلعت منذ التاسع عشر من ديسمبر الماضي لم تتقدم أي قوة لتقول هي التي صنعتها، عدا جهاز الأمن والمخابرات، الذي اتهم مجموعة “عبد الواحد نور” بأنها الضلع المحرك لها، ولكن حنى الآن لم تظهر أي جهة لتقول نحن نقف وراء تلك المظاهرات، حتى اليسار الذي يقال إنه المندس من خلفها لم يظهر من يؤكد ذلك، لذا فالحل لابد يكون من الجميع وفق خطة تعمل على إنقاذ البلاد من تلك الحالة التي يعيشها، أما أن تكون خطة من طرف واحد فلن تصل بالبلاد إلى بر الأمان.