في فترات سابقة نبهنا إدارة مطار الخرطوم إلى عمليات السطو التي يتعرض لها القادمون أو المغادرون إلى خارج البلاد، إدارة المطار والجمارك لم تتحرك لمعرفة أسباب تلك السرقات، ولماذا وصلت الدناءة إلى هذه الدرجة وسرقة ممتلكات الغير، بالأمس ذكرت إحدى الصحف أن مباحث مطار الخرطوم، بالتنسيق مع شرطة قسم الدرجة الثالثة، تمكنتا من إلقاء القبض على سيدة تخصصت في دخول المطار والعمل على سرقة حقائب المغتربين، إن سرقة الحقائب بالمطار لم تكن بين يوم وليلة بل باحترافية وتخصصت شديد، وربما هناك معاونين للذين يدخلون المطار بدون وجه حق، هناك خلل في مطار الخرطوم، وربما تواطؤ، لأننا حينما نكون مسافرين يتم التدقيق عليك في الدخول وتعامل معاملة سيئة، وحتى حينما تعود نلاحظ مراقبتك ومراقبة عفشك فإذا شك يعيدك من جديد للتفتيش، ولكن لا ندري كيف تسمح تلك السُلطات لأشخاص لا علاقة لهم بالسفر ولا يحملون حقائب يسمح لهم بالدخول بل بالسطو على ممتلكات الغير، إن لم يكن هناك تنسيق بين أطراف أخرى، وإلا لماذا تحدث السرقات من قبل ناس لا علاقة لهم بالعمل بالمطار، أو ربما يعملون ولكن يتغاضى الطرف عنهم، فيسرقون حقائب القادمين بكل جرأة أو قوة عين ولا أحد يسأل عنه، وكيف يسمح لعامل داخل المطار أو متلصص كيف يسمح له بالخروج بشنطة أيا كان حجمها أو يحمل لفافة ويتخطى أجهزة الشرطة والأمن والعاملين في الجمارك ويخرج وهو يحمل أشياء سطا عليها بدون وجه حق، لقد كتبت في وقت سابق حينما فقدت عدداً من القمصان عند عودتي من زيارة إلى لندن، فكنت أشك أن لصا بالمطار حدثته نفسه بسرقة أمتعة الغير، ولكن حينما سألت المدام عن تلك القمصان وأنا كنت متأكداً من وضعها في مقدمة الشنطة أو هم آخر من وضعتهم أعلى الشنطة، هنا تأكد لي أن هنالك شيئا ما داخل المطار، ولم تكن تلك الحادثة الأولى أو الأخيرة، فتلتها أخرى حينما عاد الأولاد من زيارة إلى قطر، فنسيا شنطة داخل المطار مع زحمة الاستقبال، وحينما عدنا لم نجدها، قيل لنا اسألوا عن الوردية الفلانية فحينما لم نصل معهم إلى شيء قيل لنا ابحثوا عنها في المهملات فبحثنا عن كل المهملات فلم نجدها، ثم مرة أخرى وأنا عائد من القاهرة، فلحسن الحظ أن الشخص الذي كان يريد السرقة لم يتمكن، فحينما أردت أخذ الشنطة وجدتها قد ثقبت فتدفقت كل الأشياء على الأرض، فهذه روايات لي ولم يروها لي شخصاً آخر، ولكن حينما كتبت عنها تدافع إلىَّ عدد من المواطنين الذين فقدوا موبايلات وأجهزة أخرى بعد ثقب الشنط، فالسرقة بمطار الخرطوم تتم من ضعاف النفوس، ومهما وصلت بالإنسان الحاجة فلن يتعدى على ممتلكات الغير، خاصة وأن المطار ليس للسودانيين وهناك أجانب.. فحينما يفقدون أجزاءً من ممتلكاتهم من داخل المطار تعد هذه سمعة سيئة للوطن ولسُلطات المطار، لذا فإن اكتشاف هذه السرقة يدل على أن السرقة لم تكن الأولى فهناك سرقات كثيرة تمت من داخل المطار، وليس مثل تلك المرأة التي جاءت من خارجه وإن كنت أشك في ذلك، لأن سُلطات الأمن تدقق كثيراً على الداخلين إلى المطار، خاصة الذين لا يحملون جوازات سفر وهم من غير المسافرين أو القادمين، فبعد هذا الاكتشاف لابد أن تدقق إدارة سُلطات مطار الخرطوم، على العاملين بالداخل عند حمل الحقائب إلى سير العفش أو قبل نقل العفش إلى داخل الصالة.