رأي

انتهاك حرمة الموتى

أمل أبو القاسم

علق الداعية “محمد العريفي” على تسابق الكثير من الناس واهتمامهم بالتقاط صور لحوادث السيول والأضرار التي لحقت ببعض الأشخاص والمركبات، وكذلك الموتى، من أجل نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً ذلك انتهاكاً لحرمة الميت.. وقال الدكتور الشيخ “العريفي” على صفحته الشخصية في (تويتر) معلقاً على ذلك: تساهل الناس.. بل تسابقهم لتصوير موتى الحوادث والغرق ثم نشر الصور.. فيه انتهاك لحرمة الميت وإيذاء لأهله، هذا وقد نصح “العريفي” بالدعاء للموتى، وعدم تصويرهم الذي لا فائدة منه.
كنت أتمنى وانتظرنا علماءنا الأجلاء الذين خاض بعضهم في وحل أحداث الساعة من مناهضة للنظام دونما أن يفتح الله عليهم ببصيرة تعيد إليهم توازنهم كدعاة مناط بهم حفظ العقيدة وبثها (قلت بعض).. لا أدري أين علماؤنا من هذا الانتهاك الواضح لحرمة الموتى.. وأكاد أجزم بأنهم على دراية بذلك وشاهدوها بأي من الأشكال.. بل أين مديرو ومسؤولو بعض المشافي التي يهرع إليها بمصاب خلال المظاهرات.. أين هؤلاء وغيرهم وأصحاب النفوس المريضة والأجندة وبدلاً من أن يركزوا في تطبيب المصاب وتهوين الأمر على أهله والوقوف إلى جانبهم.. تجدهم وقد أشهروا عدسات كاميرات هواتفهم لالتقاط أكبر كم من صوره.. وليتهم وقفوا عند هذا الحد.. بل تجاوزوه بكثير لالتقاط صور له عند وفاته.. ثم ولتحقيق أكبر كسب لما يعتمل في أدمغتهم يسارعون ببث الصور على الأسافير والتي تنتشر بسرعة البرق كانتشار النار في الهشيم دون مراعاة لحرمته كميت وللموت حرمته، ودون مراعاة لمشاعر أهله وما يسببه ذلك من أذى نفسي.. بل هو أذى لكل مشاهد.. فإن كان تطبيق فيسبوك يحجب ويغطي الصور المؤذية للعين والمشاعر (للحقيقة لا أدري إن كان قد فعلها مارك ميزة في بعض الهواتف) – أياً كانت – فإن كانت البرمجيات راعت ذلك.. فكيف لكم أنتم أهل وأصدقاء الميت أو محض مواطنيه تنتزع منكم الرحمة فقط لتحقيق نصر ذاتي من جهة.. والدفع بالتأليب والتصعيد من جهة أخرى.
قال الشيخ “عبد الرحمن السعدي” رحمه الله عليه.. في قوله تعالى (…كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ…).. أي بدنه.. لأن بدن الميت يكون عورة) (منقول).. وعليه كيف يعمل هؤلاء على كشف عورة الميت.. وإن كان الهدف استدرار الترحم عليه.. فالأجدى عرض صورة من أرشيفه.
نتمنى أن ينشط علماء الدين في دحض هذا السلوك المنتهك لحرمة الموتى.
(2)
أتعجب من إناث بعينهن أعرفهن جيداً.. أكلن من موائد الإنقاذ بأي من الصور.. سواء بالتغطيات الصحفية أو العمل في دواوينهم، أو استفدن من بعثاتها وما تزال البعض يأكلن من أكتافها ويمتطين سياراتها وخلافه من أنواع الاستفادة.. ثم تجدهن هذه الأيام وقد ركبن موجة الاحتجاجات ورفع شعار (تسقط بس).. أو وضع لايكات على صفحات من يسبونها.. (أجي!.. هسي زي دا يقولوا عليه شنو؟!).. هل قفز من المركب؟.. أم نفاق اجتماعي؟.. أم تمويه؟ واللا جادات!؟
/////////////////
سمية

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية