عز الكلام

معقولة بس!!

أم وضاح

أعتقد أنه من حق أي سوداني أن يطرح ذات السؤال الذي طرحته على نفسي بعد خلاصة الاستماع لأكثر من شخص في حزب المؤتمر الحاكم خلال الاحتجاجات الأخيرة، وهؤلاء جميعاً للأسف تباروا في هزيمة حزبهم وإظهاره بمظهر العاجز الذي لا يملك دفوعات ولا منطق، وبعد حديث “الفاتح عز الدين” عن قطع الرؤوس، ثم حديثه الذي تناقلته الأسافير بكثير من التهكم حول حل ضائقة السيولة، ولا أدري بصراحة ما هي علاقة الرجل بالاقتصاد حتى يطرح حلولاً أو مساهمات فكرية بأي شكل من الأشكال، بعد حديث “الفاتح” فجعت بإطلالة أحد قادة الحزب الحاكم السيد “حمدي سليمان” وهو نائب أمين التنظيم الذي لم يهزم حزبه فقط، ولكنه هزمنا كسودانيين وهو يتحدث في منبر إعلامي ضخم واسع المدى والانتشار، واضح جداً أن الرجل جاءه وهو غير مقدر لأهميته وغير مقدر لأهمية الحدث الذي سيتحدث عنه، وربما الرجل معذور وقد نقل إليه أنه مشارك في برنامج أمير الشعراء، فأعد ذخيرته وكرس معلوماته وتبرع بإجاباته بلغة شعرية بحتة ليست في العير ولا النفير، فظهر بشكل مضطرب هزم نفسه وحزبه ولم يقدم دفوعات سياسية يخدم بها قضيته، في وقت يحتاج فيه حزبه لقناطير من البلاغة ومثلها من الفصاحة وضعفها من الشطارة.
وخلوني أقول إن واحداً من الأسباب التي جعلت الشباب المحتج يخرج إلى الشارع ويرفض الوضع برمته، انعدام لغة الحوار وانتفاء الروابط والصلات الفكرية بينه وبين الحزب الذي يحكمه، وواضح أن الحزب لم يدرك ويستوعب التطور الفكري والانفتاح نحو تجارب الآخرين الذي يتمتع به شبابنا، وكدي جربوا تحاوروا مع أي من شباب هذه الاحتجاجات وقد فعلتها في أكثر من مرة، وستتفاجأون بمستوى الوعي والبلاغة والفهم المتقدم عندهم لقضايا الراهن، طيب كيف في مثل الواقع لا زال الحزب الحاكم يقدم للآخر ناس بره اللعبة، وما عارفين الكورة كم!!.. هل معقولة أن مناقشة قضايا البلد المهمة والعاجلة والإستراتيجية تدار بطريقة المطارحة الشعرية وفرسان في الميدان، أم أن أخانا “حمدي بدر الدين”، أقصد “حمدي سليمان” حالة خاصة واستثنائية؟.. هل معقولة أن الحزب يقف عاجزاً عن اختيار من يدافعون عنه في إعلام شرس تمثله شاشة مهمة كقناة العربية، ليظهر المتحدث باسمه بهذا الضعف والبعد عن تفاصيل قضية، هي قضية الساعة، طيب إذا الحزب وفي هذا الظرف الصعب فشل في اختيار متحدثيه، أمال بترشحوا ناسكم كيف للمناصب التي تقود البلاد ومصالح العباد؟
الدايرة أقوله إن هذا الحراك الشبابي أكد بلا شك أن شبابنا بخير وأنه قادر على تشكيل المستقبل، رغم أن حراكه حتى الآن حراك عفوي ليس فيه تنظيم بالشكل الذي تتطلبه الاحتجاجات التي متى ما وجدت التنظيم والتخطيط تتحول إلى ثورات كاملة الدسم، وفي المقابل خسر الحزب الحاكم الكثير خلال الأيام الماضيات وإعلامه وضح أنه إعلام ضعيف ومهتز، غير قادر على قيادة المعركة الإعلامية التي أحاطت به طوال الأيام الماضية، وفشل حتى في مجاراة الوسائط التي قادت رأياً عاماً ومؤثراً ومهماً فقده الحزب وظل يجلس في موقف المتفرج، وفي أحسن الفروض رد الفعل الذي غالباً ما يأتي متأخراً فاقداً للون والطعم والرائحة، وخسر الحزب مرة أخرى وهو يعطي الفرصة لبعض عضويته لاستفزاز الشعب السوداني واستعدائه، وهو ما لا أدري في أي خانة أصنفه، هل هو غباء أم ثقة في غير محلها، أم هي تقديرات غير سليمة أكدت خطأها وما ترتب عليها لاحقاً من ردود أفعال غاضبة هيجت الشارع وزادت من احتقانه.
}كلمة عزيزة
بطول المقال الذي كتبه الشيخ “إبراهيم السنوسي” وعرضه، وهو مقال نشرته هذه الصحيفة، لم ننتبه لشهادة تاريخية جاءت على لسان الرجل بسلمية هذه الاحتجاجات وهو يقول إن الشباب الذي قام بقفل أحد الشوارع، فتحوا الشارع لسيارته وإنه أعجب بالفعل، ولو لا سنه ووضعه لشاركهم الفعل، والرجل لا تنسوا أنه مساعد رئيس الجمهورية، طيب إذا المظاهرات بهذا الرقي، لماذا الإصرار على العنف والقمع وإدخال البلد في سكة الندامة.
}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية