ولنا رأي

وزير دفاع اسمه عوض أبنعوف!!

صلاح حبيب

لم أحظ بعلاقات كبيرة وسط ضباط القوات المسلحة، ولم أجرِ حوارات سياسية أو اجتماعية مع البعض منهم إلا قلة وهم خارج المؤسسة العسكرية، وعلاقاتي مع الضباط إلا بحكم العلاقة الأسرية مثل ابن عمنا اللواء “أبو قرون عبد الله أبوقرون” أو ابن اختنا العميد “عبد الرحمن مكي مجذوب” وشقيقه العقيد “مهدي” أو بحكم علاقة الجيرة مع اللواء “الهادي بشرى” وشقيقه اللواء “صبري”، أو علاقة الجوار وصداقة الصبا مع الفريق “أحمد أبوشنب” أو عديلي اللواء “عمر عبد الله عمر”، فالضباط بالمؤسسة العسكرية لا يميلون إلى الصحافة والتصريحات أو إجراء المقابلات، ومن هنا تصبح العلاقة مع الصحفيين قليلة جداً، ولكن لا أدري كيف نشأت تلك العلاقة مع الفريق الركن “عوض محمد أحمد أبنعوف” وزير الدفاع، ولم تربطني به أي علاقة ولم يدلِ لي بأي تصريحات صحفية أو إجراء مقابلة صحفية معه، ولكن ربما نشأت تلك العلاقة من خلال ما نكتب، وهو متابع جيد بحكم منصبه لما يجري في الساحة ،فأذكر أنني التقيته في إحدى الزيارات الداخلية مع المسؤولين، فعند السلام ومحاولة التعريف قال لي: بنعرفك يا “صلاح”، وطلب من مدير مكتبه الذي كان مرافقاً له قال له : (يا خي خلي صلاح ده) يجينا في المكتب نتونس بس ، وليس بغرض إجراء حوار أو تصريحات صحفية، لم نتمكن من تلك الجلسة التي طلبها بحكم مشغولياته أو مشغولياتنا، أحسست أن سعادة الفريق من طينة أخرى فهو شخصية محبة للآخرين ، ورأيت هذا من خلال الدعوة التي قدمها لي للمشاركة في زواج نجله المهندس “عمر”، أقام الزواج بمقر إقامته بالمهندسين، ولم تكن الدعوة في الصالات الفاخرة بل كانت في حي من أحياء أم درمان العريقة، وهذا يؤكد أن أبناء أم درمان مهما علا شأنهم فهم أولئك البسطاء غير المترفعين عن أهلهم وأحبابهم وجيرانهم، كان سعادة الفريق يقف بنفسه لاستقبال ضيوفه من سعادة الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية، والسيد رئيس الوزراء، وكل هيئة القيادة، وكبار الضباط، وصف الضباط ، والسفراء، والمسؤولين، وحتى رجال الطرق الصوفية ، أحسست أنه شخصية غير عادية رغم أن المؤسسة العسكرية تجعل رجالها دائما مهابين وقليلي الحديث ..
إن سعادة الفريق “عوض أبنعوف” شخصية غير عادية رغم الموقع الكبير الذي يتبوأه ، داخل تلك الصالة الكبيرة كان يستقبل هذا ويطلب ممن يقفون إلى جواره إجلاس هذا الشخص بل يرافقه إلى المكان الذي سيجلس فيه،إن مدينة أم درمان تلك المدينة العريقة جعلت التواضع سمة كل من سكن فيها أو جاءها زائراً أو تصاهر مع أهلها، ويقال إن أم درمان من حبها للناس من دخلها بحمار خرج منها بحصان، فهذه الميزة غير متوفرة في كثير من مدن السودان المختلفة، فسعادة الوزير “عوض” ابن أم درمان العريقة التي زادته شرفاً على شرف، ومنحته هذا التواضع الذي لا يتوفر لدى الكثيرين ممن أتتهم الأموال في غفلة أو غمضة عين ،فمن أكل في صباه كثيراً لا يهمه أي طعام بعد ذلك، ومن سافر كثيراً لن تغره الدنيا ولا نعيمها ، ومن عاشر الناس بإخلاص وأدب فلن تغيره الدنيا مهما علت أو دنت مكانته ، فسعادة الفريق “أبنعوف” شخصية اجتماعية فريدة، قال لي أحد المشاركين في الاحتفال : لقد بحث عن كل الزملاء وأبناء الدفعة وأوصل لهم تلك الدعوة، فهذا هو القائد وهذا هو المسؤول الذي يتواضع لله وللناس ولا يهمه نعيم الدنيا ولا زخرفها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية