عز الكلام

من أين أتى هؤلاء؟؟

أم وضاح

لا يستطيع أياً من كان أن ينكر أنه في بيوت عديدة هذه الأيام، حزن مقيم وألم عظيم وفجيعة كبيرة وشباب زي الورد سقطوا ضحايا الاحتجاجات الأخيرة، فقط لأنهم طالبوا بحقهم في حياة كريمة في بلد هم شركاء فيه في الثروة والسلطة، وهو ليس ضيعة يمتلكها سادة يخدمهم فيها عبيد، لكن للأسف أن النظام الحاكم لا زال فيه من ينقض غزله بيده، ويعطي الشعب السوداني عشرات المبررات لرفضه والمطالبة بإسقاطه، والأزمة بعد أن كانت محض مطالبات بالحرية والعدالة الاجتماعية، أصبحت مطالبات بالقصاص والثأر، ورغم أننا من هذا الشعب نعيش ألمه وحزنه ونشارك الأمهات ألم الفجيعة والحسرة وحرقة الحشا، لكننا ظلنا ننادي بالتهدئة والاحتكام للغة العقل، لأننا نخشى أن يدخل الوطن في دوامة الفوضى خاصة وأن هؤلاء الشباب وجدوا من يغذي في دواخلهم مشاعر الغضب المكبوتة التي هي نتاج طبيعي لغبن اجتماعي وعدم عدالة في توزيع الفرص، وظلم كبير يتعرضون له جعلهم غرباء في بلادهم، وهذه التهدئة مطلوبة من كل الأطراف وأهمها وأولها طرف الحكومة، لأنها ولية الأمر والمسؤولة أمام الله عن شعبها بأن تضبط نفسها وتستعمل كل الممكن لحفظ دماء هؤلاء الشباب حتى لا تغذي فيهم مشاعر الغضب والضغينة والغبينة، وتخلق مساحات من الكره بينها والشارع السوداني، وهو شارع ما أظنه قصر مع حكومة المؤتمر الوطني أو خذل رئيسها، وقد ضرب موقفاً في الرجولة والبسالة وساند الأخ الرئيس بشكل عفوي وتلقائي يوم أن أعلنت المحكمة الجنائية قراراتها واستقبله المواطنون بشكل مدهش وكادوا أن يشيلوا عربته من على الأرض شيل، وهو فعل ما بسويه إلا هؤلاء السمر الأوفياء، لأنهم رفضوا المساس برئيسهم ورمز سيادتهم، لكن ورغم كل محاولاتنا التي نبذلها للتهدئة وجبر الخواطر، يخرج علينا أشخاص ينطبق عليهم تماماً سؤال الراحل “الطيّب صالح” من أين أتى هؤلاء؟؟.. وبعد حديث “الفاتح عز الدين” الذي توعد فيه الشباب بقطع الرؤوس، وكان واحداً من الأسباب الأساسية لاشتعال الموقف وزيادة الاحتقان، خرج علينا أمس، آخر هو للأسف نائب تشريعي في مجلس تشريعي ولاية الخرطوم، وصف فيه حراك الشباب بأنهم خرجوا طلباً للنكاح، تخيلوا أن هذا الرجل اختصر كل هذا الغضب الشعبي وهذا الرفض لأوضاع وأزمات يعاني منها الشعب السوداني، بأنهم خرجوا يريدون النكاح، وكأن الرجل بهذا الحديث يريد أن يهب نيران الغضب ويدفع الشباب لمزيد من السخط ومزيد من الرفض ومزيد من الاستفزاز وكأن الرجل لم يقرأ التاريخ، ليدرك أن زعماء كتار وحكومات أكتر أطاحت بها كلمات مشاترة وغبية وغير موزونة قيلت في حق شعوبها.
لذلك مثل هؤلاء يجب أن يدركوا خطورة الكلمة التي يطلقونها، لأن إطلاقها بهذه الكيفية يزيد سخط الشارع ويعبئ النفوس بكثير من المرارات التي لا يمكن غسلها بسهولة ويزيد الهوة بين الشارع والحكومة، وأصلاً الهوة ما ناقصة اتساعاً.
الدايرة أقوله إننا في مرحلة غاية في الخطورة وغاية في الأهمية لا تستحمل أي انفلات في استخدام القوة، ولا تفلت في العبارات المستفزة، ولا تنسوا أن ذاكرة الشعوب ليست صدئة ولا مهترئة ولا تنسوا أن مشاعرها في حالة الظلم لا تقبل القسمة على اتنين.
}كلمة عزيزة
هل معقول أن قيادات البلد غير مستوعبة للكارثة التي تمضي نحوها بلادنا؟.. هل معقولة أن المعارضة غير مستوعبة للكارثة التي تمضي نحوها بلادنا؟.. يا جماعة ساكتين منتظرين شنو؟.. لا بد من حل عاجل وسريع.
اللهم ألطف بوطن اسمه السودان.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية