.. والله يا أخوانا أصبحنا في حالة من الارتباك في معاملاتنا المالية للحد الذي أصبح الحلال لدى البعض غير بين، والحرام لا ملامح له في اختلاط مريع ومهلك للفرد والمجتمع، والأمثلة أمامكم لا تخفى عليكم.. شخصان يقفان في بنك واحد.. يقوم أحدهما بتحويل مبلغ ما في حساب الآخر.. وفي المقابل يقوم المحول له بإعطاء من حول له المبلغ (كاش) يقل عن المبلغ الذي حُوِّل إليه.. بعضهم أوجد تخريجاً فقهياً أجاز به هذه المعاملة.. على اعتبار أن المعاملة قد تمت في توقيت زمني واحد.. بمعنى أنه إذا ما اختلف التوقيت هنا فهذا ربا.. ماذا تسمون هذا.. وماذا يسميه الفقهاء منكم؟
شخصان آخران قام أحدهما بشراء شيء عيني (مثلاً طقم جلوس).. تصور عزيزي القارئ أن هذا الطقم له سعران.. إذا كان المال حاضراً.. فهذا سعر.. وإذا كان بشيك مصرفي.. فله سعر آخر يزيد عن السعر الأول (سعر الكاش).. وهذا ماذا تسمونه؟.. هل هذه المعاملة مبرأة من أي شبهة؟.. وهنالك من يقول إن تحويل الرصيد (رصيد الاتصالات) لا غبار عليه.. بمعنى أن يقوم أحدهم بتحويل رصيد بقيمة معينة محددة.. لآخر والذي يقوم باستلامها خاصماً منها ما يعادل (10%) من قيمتها.. المصيبة أن بعضهم يقول إن أحد البنوك يقوم الآن بتحويل مال لعملائه في شكل رصيد.. ولكنه يتحول للعميل بقيمة أقل من التي سحبت من رصيده.. هل هذا يحدث بالفعل وما طبيعة هذه المعاملة إن صحت؟.. يعني ربكة غريبة ومحزنة.. من يتصدى لهذا.. أين العلماء والفقهاء.. لماذا يصمتون تجاه هذه المعاملات؟.. هل يوافقون على هذا الاتفاق الغريب بين الحلال والحرام؟