عاد كابتن "الجاز" إلى الميدان!!
عاد الكابتن إلى الملعب بلغة أهل الرياضة، وأدخل الاطمئنان إلى قلوب كل اللاعبين، ونشر الفرح في المدرجات، وتعالت صيحات الجماهير عندما كانت تهتف بـ (سيدا) و(النقر جا) و(قاقا) وغيرها من الألقاب التي منحت لأولئك الكباتن.. وها هو الكابتن يدخل الميدان مملوءاً بالزهو ليعيد الفرح والابتسامة إلى جماهير الشعب السوداني التي كادت أن تفقده بسبب خروج بترول الجنوب.. ها هو كابتننا يعود إلى الملعب من جديد رغم أنه لم يخرج منه ولكن تنقله بين الأندية أعطى إحساساً أنه قد خرج من الميدان جزئياً أو نهائياً.
كابتننا هو دكتور “عوض أحمد الجاز” وزير الطاقة والتعدين، عاد إلى الميدان ونثر الفرح لكل أهل السودان بضخ ستة آلاف برميل من حقل (النجمة) أو حقل (برصاية) الذي زاره الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية لدى زيارته التفقدية للمنطقة التي يقع فيها الحقل، جنوب مربع (17) ويبعد عن منطقة بليلة بجنوب كردفان (44) كلم.
لقد رافقنا الكابتن الدكتور “عوض الجاز” في كل زياراته إلى مناطق البترول قبل أن يبدأ الإنتاج إبان الاكتشافات الأولية، عندما كنا نذهب معه في عربات لاندكروز تقطع الساعات الطوال إلى (هجليج) أو (بليلة) أو (دفرة) أو (ملوط) أو أي حقل من حقول البترول التي يتمتع الأخوة الجنوبيون بها الآن، ولا يعلمون مدى المعاناة التي لاقيناها مع الدكتور “الجاز” في زياراته التفقدية أو افتتاحه لعدد من المنشآت الخدمية.. المراكز الصحية والمستشفيات وغيرها من المنشآت التي قدمتها الشركات العاملة في مجال البترول.. لقد رافقنا الدكتور “الجاز” منذ أن أعلنت وزارة الطاقة فتح الباب لأجهزة الإعلام للتعرف على إنتاج البترول في 1998م وحتى تصديره عبر ميناء بشائر الأولى بساحل البحر الأحمر.. ظللنا مع الدكتور ووزارة الطاقة ما يقارب الثماني سنوات متواصلة نبشر بالإنتاجية العالية للبترول وافتتاح المنشآت الخدمية بالمواقع التي ينتج بها البترول.. كنا في بادئ الأمر أربعة أشخاص، الأول الأخ “شريف حسن شريف” مسؤول الإعلام بوزارة الطاقة، الذي كان منتدباً من (سونا) إلى الوزارة والزميل “صلاح دندراوي” من (ألوان)، والأخ المصور البارع “عبد الرازق” من الوزارة وشخصي.. كل البدايات الخاصة بالبترول كنا شهوداً عليها، إلى أن جرى التعديل الوزاري في عام 2008م وعُيّن الدكتور عوض الجاز وزيراً للمالية.
كانت وزارة الطاقة منفتحة على الإعلام، وجاء من بعد ذلك الأخ “محجوب عكر” كمسؤول للإعلام، ومعه الأخوان “محمد الأمين” و”عثمان حسن مكي”، وفي مكتب الوزير الأخوان الفاضلان “فياض” و”هشام”، ثم جاء بعد ذلك الأخ “محمد أحمد صديق” كمسؤول بإدارة الإعلام، وفي عهده طفنا معه ومع الوزير كل مناطق البترول، ونذكر في زيارتنا إلى (بليلة) التي زارها وقتها السيد رئيس الجمهورية لدى افتتاحه عدداً من المنشآت الخدمية بعدد كبير من المناطق، كان الإخوة الصينيون العاملون في منطقة (بليلة) قد نالوا شرف التصوير مع السيد رئيس الجمهورية، وجميع العاملين أصروا أن تلتقط لهم صور تذكارية مع السيد رئيس الجمهورية، وقد كان.
إن بشريات الدكتور “عوض الجاز” للشعب السوداني ونحن نقترب من نهاية عام 2012 بضخ ستة آلاف برميل من البترول، كأنما ضخت الدماء من جديد في شرايين الاقتصاد، وفي شرايين الشعب السوداني الذي كاد أن يصاب بفقر الدم.. إن البشريات في مجال النفط كبيرة، ولكن نهمس في أذن الدكتور “عوض الجاز” ونقول له إن الإعلام مهم جداً لتبشير الشعب، ولكن آثرت في الفترة الأخيرة أن تعمل بدون إعلام، ولا ندري لماذا تخليت عن المحاربين القدامى وفي مقدمتهم “محمد صديق” و”عرفة صالح” و”دنداروي” وشخصنا الضعيف، والبقية التي كان لها قصب السبق بالتبشير بهذا البترول لم يكلّوا ولم يملّوا.. ولا ندري هل انتهت فترة قدامى اللاعبين داخل الميدان ليحل مكانهم صغار اللاعبين؟!