عز الكلام

أحسنت سعادة الفريق

أم وضاح

لأكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة قلت إن المواطن ظل يتقلب في نيران الأسعار ويحترق بها، ليس لأن هناك ندرة في السلع وانعدام لبعضها، لكن لأن ليست هناك رقابة تحمي المواطن وليست هناك جهة واقفة (ألفاً أحمر) متابعة للأسعار وراصدة لها، بل ليست هناك جهة تفرض سيطرتها وسطوتها على التجار لتحاسب وتردع من يشتط أو يبالغ أو يحتكر الأسعار، وكله زول شغال هو ضميره ومزاجه الربحي، لذلك فإن خطوة عظيمة ومحترمة كالتي قام بها معتمد الخرطوم، الفريق “محمد أحمد علي” وهو يقوم بزيارة لمراكز البيع المخفض وإمهالها (٤٨) ساعة لتوفيق أوضاعها ومن ثم الالتزام بقائمة الأسعار للسلع المحددة والتي بسببها تم التصديق لها بهذه المواقع، وكدي خلوني في البداية أقول إنه قد بح صوتنا في أكثر من مناسبة وأكثر من لقاء مع المسؤولين ونحن نقول إن هذه المراكز للبيع المخفض غير ذات جدوى ولا تخدم أهدافها وهي ربحية مثلها مثل سوق الله أكبر، لكن لا حياة لمن تنادي حتى جاءت هذه الخطوة الشجاعة والحاسمة للفوضى، وهي خطوة وفعل له رجاله، وسعادة الفريق واحد من هؤلاء الرجال، لأن سرطان الفساد والتملك بغير حق، لا يقل ضرراً عن القطط السمان التي تجيد الخبت واللبع، وهذه المراكز تتجاوز بكل قوة عين الأسعار التركيزية المعتمدة من إدارات السلع بالمحليات، وهذا الفعل لا يحدث لو لا أن القائمين على أمر هذه المراكز مالين يدهم أنه لن تطالهم يد أو تراجعهم جهة وشغالين على كيف كيفم، وبالتالي هم (كاتلين الجدادة وخامين بيضها)، كيف لا وهم يعرضون سلعهم في مواقع مميزة في المحليات ويؤجرونها بمبالغ هامشية ويبيعون بعض السلع بأكثر من سعر السوق، في (فساد أكتر من كده)، ولعل الملفت في زيارة معتمد الخرطوم، أنه وجه باتخاذ إجراءات إضافية تهدف لتخفيف أعباء المعيشة عبر وضع سياسات واضحة لإدارة هذه المواقع، إضافة إلى إجراءات أخرى لمحاربة الوسطاء والمضاربين في السلع الذين هم أصل الداء وبعض من أسباب البلاء، لتكون هذه المواقع شاملة ووافية بمتطلبات المواطنين من لحوم وخضروات محروسة ومحددة بقائمة لأسعار السلع في مداخل المراكز مقرونة باسم صاحب المركز ورقم هاتفه للمراجعة وإن كنت أخشى أن لا ينفذ التوجيه بكتابة أسماء أصحاب هذه المراكز، وقلبي يحدثني أنها ستكون مملوكة لاتنين تلاتة أشخاص بالأكتر، وعندها ينكشف المستور، المهم ما علينا والذي يعنينا الآن هو هذه الخطوة المهمة التي قام بها سعادة الفريق انحيازاً للمواطن الذي أصبح بلا وجيع ولا مدافع عن حقوقه، والأهم في هذه الخطوة برأيي هو حراستها بعيون مفتوحة حتى لا يتم الالتفاف عليها بمجرد مغادرة المعتمد لأرض هذه المراكز، وكثير من القرارات التي تنصب في مصلحة المواطن أصبحت أثراً بعد عين، لأنها لم تجد المتابعة والمراجعة والمراقبة.
في كل الأحوال أحسن معتمد الخرطوم وهو ينحاز للغلابة الذين اكتووا بنيران الارتفاع الجنوني للأسعار وجشع التجار الذي ليس له ما يبرره سوى النغمة المكررة الدولار ارتفع، حتى لو كانت السلع مرصوصة في أرففها منذ أن كان الدولار بتلاتة جنيهات، ولو أن هذا الحراك تحول لحراك جمعي في كل محليات الخرطوم، فإنها ستكون بداية الانفراج لأزمة العيشة والمعيشة التي ضيّقت على الناس حياتهم وجعلتها كدراً ومعاناة.
*كلمة عزيزة
واحدة من مشاكلنا الأزلية أنه ليس هناك تقييم حقيقي لأداء المسؤولين، وبالتالي الاستمرارية في المناصب ليست خاضعة لمقاييس العمل والأداء، لا أدري كيف يركب في سرج واحد معتمد من يوم دخل مكتبه ما مرق منه، مع معتمد مثل الفريق “أبو شنب” معتمد أم درمان، الذي يجلس في الشارع حتى الثالثة صباحاً عز البرد والزمهرير.
بالله عليكم كيف تحكمون!!
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية