مسلسل المفاوضات …لازال العرض مستمراً
رغم أن دكتور “فيصل حسن إبراهيم” مساعد رئيس الجمهورية ورئيس وفد التفاوض الحكومي في أديس أبابا نفى أن يكون قد تسرب إليه شعور باليأس أو الخذلان بعد المفاوضات الأخيرة مع أطراف المعارضة، إلا إنني لم أستطع أن أقاوم نفسي أو أمنعها من الإحساس بهذا الشعور، لأنه واضح جداً أن المعارضة تلعب لعبة استغماية سخيفة غير عابئة ولا مهتمة بالحصاد المر الذي يتذوقه أهلنا في المناطق المعنية بالتفاوض.
وواضح جداً أن المعارضة تستهويها اللعبة طالما أنها تضمن لنفسها المزايا والعطايا من الدول المانحة التي سئمت وملت الدفع ولم يشبع هؤلاء وهم يتبادلون المراكز والأدوار بشكل معيب، يؤكد أنهم غير حريصين على أن يعم سلام شامل يجعل هذه البلاد تتجه إلى فروض أخرى غير فرض الحروب والنزوح، وهذه المعارضة الكسيحة ظلت تبيع الأوهام لمن يصدقون أنها تفاوض باسمهم ومن أجلهم، لكن الذي لفت نظري وأوصلني حداً من الحيرة (حير الحيرة )نفسها وجود الباشمهندس “عمر الدقير” رئيس حزب المؤتمر السوداني في أديس، وهو الرافض من قبل لمبدأ الحوار الوطني الذي لم يتوافق عليه ولم يكن من الموقعين على وثيقته، طيب إذا كان مبدأ “الدقير” موقفاً مبدئياً تجاه مؤتمر الحوار ورفضه الجلوس على طاولته أو التوقيع على ميثاقه، طيب شنو البخلي ذات المؤتمر السوداني يفاوض الحكومة في الخارج، وهي ذات الحكومة التي رفض حوارها بالداخل، أم أن التفاوض في الخارج برعاية ودفع أوربي مهره غالي ومكاسبه أكبر وهي كلها مواقف تخلينا نسأل هو في إيه يا جدعان؟؟؟؟ ليمتد السؤال الممزوج بالشفقة إلى شخصية كشخصية “ياسرعرمان” الذي هو واحد من المتسببين وبامتياز في ما وصلنا إليه من شقاق وأزمات واحتقان، والرجل في سبع عشرة جولة تفاوض ظل يضع العقبة تلو العقبة أمام أي حل سلمي ينهي هذه الجولات المنهكة والمتعبة متلذذاً بارتفاع هذه العقبات، ليظهر الآن في أديس لابساً ثوب الحكمة بعد أن فقد أراضيه في الحركة وأصبح بلا قيمة ولا وزن ولا تأثير ولا موقع لاتخاذ القرار، محاولاً أن يحصل هذا المولد لعله يخرج بغنيمة من الغنائم، وفي ستين داهية الشعب السوداني بأحلامه وأماله وتطلعاته.
الدائرة أقوله إنني قد تلمست من حديث دكتور “فيصل” عزم الحكومة على المضي في درب السلام ومدها حبال الصبر تجاه التعنت والتمنع وعدم وضوح الرؤيا وثبات المواقف للحركة وشركائها، وهو ما تلمسته الوساطة الأفريقية التي ظلت تدير هذا الملف لسنوات ماضيات دون تقدم ملحوظ، لا أظن أن السبب المباشر فيه هو “أمبيكي” ولكن أحسب أن مواقف المعارضة المتعنتة هي السبب في (الحيطة السد) التي نقف أمامها.
في كل الأحوال أقوال إن سرد دكتور “فيصل” لمجمل تفاصيل التفاوض وهو رئيس لوفد الحكومة يؤكد رغبة الجانب الرسمي في الوصول إلى صيغة سلام عادل لاسيما أن شخصية دكتور “فيصل” ومقدراته التفاوضية الواضحة هي واحدة من ضمانات الحكومة وإبدائها لحسن النوايا ، هذه النوايا التي تحتاج المعارضة أن تغسلها بكلوركس مبيض من أجل الغبش البسطاء الذين اكتووا بنيران الحرب حد الشواء.
كلمة عزيزة
استغرب من أين يجد أمثال “عرمان”. هذا القدر على التلون ولبس ألف وجه ، من وين جايب قوة العين البتأكل مال الصدقة.
كلمة أعز
شهدت الخرطوم أمس انفراجاً في أزمة الوقود والخبز وهو انفراج لم يقابله الشارع بسعادة لأنه لا يعلم إن كان هو انفراج مؤقت أم أن الأزمة مضت إلى نهاياتها، فهل نجد إجابة ؟؟؟؟؟؟