ربع مقال

اقتصادنا .. شيء من الحميرية .. !!

د. خالد حسن لقمان

احتار الناس في فهم حقيقة ما جرى في الأزمة المالية العالمية الأخيرة !!
فتم الطلب من خبير مالي محنك أن يبسط للناس العاديين أسباب الكارثة التي حدثت في أسواق البورصة، فحكى لهم قصة قديمة لتاجر يهودي:
ذهب اليهودي إلى قرية نائية، عارضاً على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات، فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع اليهودي السعر إلى (15) دولاراً للحمار، فباع آخرون حميرهم، فرفع اليهودي سعر الحمار إلى (30) دولاراً فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى لم يبق في القرية حمار واحد !! ..
عندها قال اليهودي لهم :
أنا مستعد لشراء الحمار الواحد بخمسين دولاراً، ثم ذهب إلى استراحته ليقضي إجازة نهاية الأسبوع. حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا !!
في هذا التوقيت .. أرسل اليهودي مساعده إلى القرية، وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم التي اشتراها منهم بأربعين دولاراً للحمار الواحد. فقرروا جميعاً الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير لليهودي الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولاراً للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم، بل واستدانوا جميعاً من بنك القرية حتى أن البنك قد أخرج كل السيولة الاحتياطية لديه. كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسباً سريعاً !!
ولكن للأسف بعد أن اشتروا حميرهم بسعر أربعين دولاراً للحمار لم يروا التاجر اليهودي الذي عرض الشراء بخمسين دولاراً ولا مساعده الذي باع لهم. وفي الأسبوع التالي أصبح أهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس، وأصبح لديهم حمير لا تساوي حتى خُمس قيمة الديون، فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها لا قيمة لها عند البنك، وإن تركها لهم أفلس تماماً ولن يسدد أحد ..
بمعنى آخر أصبح على القرية ديون وفيها حمير كثيرة لا قيمة لها ..
هل لهذا علاقة باقتصادنا نحن .. ؟؟
البترول ارتفع إلى (1500) دولار فارتفع سعر كل شيء: الكهرباء والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس. والآن انخفض البترول إلى أقل من (60) دولاراً، ولم ينخفض أي شيء مما سبق ..
لماذا؟؟ …لا أدري !!!
.. هذه الأسئلة يسألها صديقي الأستاذ “فاروق” باستثمار ولاية نهر النيل، الذي أرسل لي هذه القصة .. يا فاروق يا أخوي والله أنا ما عندي ليك إجابة، ولكن نصيحتي ليكم كل واحد يمسك في حماره قوي ..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية