على الرغم من الوعود الكثيرة التي قالها رئيس الوزراء، “معتز موسى” بحل المشكلة الاقتصادية، وأولها مشكلة الخبز والوقود، ولكن المشكلة ماشة بصورة صعبة وحتى الآن ما في زول فاهم الذي يحدث الآن من زيادة في صفوف الخبز والوقود، فولاية الخرطوم، تشهد هذه الأيام أزمة طاحنة في الوقود والخبز، والدولة لم تتحرك في إيجاد حل، الأزمة الآن أصعب من الأيام التي اعتذر فيها السيد وزير المالية، واعتبر ما يحدث أمراً عارضاً يمكن السيطرة عليه، ولكن كل صباح الأزمة متزايدة في كل شيء وأهمها الخبز الذي أصبح من الصعب الحصول على قطعة رغيفة من أي مخبز وكأنما هناك مؤامرة تحاك في السر أو العلن، الوضع الراهن يحتاج إلى تحرك سريع من قبل المسؤولين، فليس من المنطق أن تتفرج الدولة على الذي يجري الآن بولاية الخرطوم، أو ولايات السودان المختلفة، فالخرطوم بمثابة سودان مصغر يقطنها ما يقارب على العشرة ملايين نسمة الآن فأي أزمة تطل برأسها تظهر فيه، فإنسان الخرطوم اعتمد الآن على الجاهز عكس سكان الريف الذين لا يتأثرون بمثل هذه الأزمات، فالبدائل متوفرة وموجودة فإذا انعدم الخبز يلجأون إلى الكسرة أو القراصة، وإذا انعدمت اللحمة تتوفر بدائل أخرى، حتى المواصلات لا يتأثرون بها كثيرا فيمكنهم استخدام وسائل المواصلات التي تعارفوا عليها منذ قديم الزمان أو الذهاب راجلين، إن المواطنين الذين سكنوا الخرطوم تعودوا على عيشة أهل المدن، وتركوا حتى البدائل التي كان يمكن أن يستخدموها في الأزمات التي تمر علينا الآن، كثير من المواطنين يسألون الآن عن أسباب استفحال الأزمات هذه الأيام، ولماذا تسير في طريق لا يعرف أحد مداه ومن هم المتسببين فيها وهل المعارضة لها ضلع في ذلك أم هي تصفية حسابات بين أعضاء الحكومة أنفسهم، فإن كانت تصفية حسابات كان من المفترض أن يعرفها أولاً وزير المالية، الأستاذ “معتز موسى” أو بقية أعضاء الحزب لأنهم يعرفون بعضهم بعضا ولا يفوت عليهم شيء من الذي يجري الآن، فسبق أن اعترفوا أنهم في الديمقراطية الثالثة كشفوا أنهم كانوا يلقون بالخضار والرغيف في النيل حتى يثور الشعب على نظام “نميري” وها هو السناريو يتكرر ولكن لم نعرف أن كانت هناك قوة تعمل على دس الخبز والوقود أو إلقاءهما في النيل أم لا، إن الأزمة الحالية لم تشهدها الإنقاذ في بداية حياتها أو في بداية الحُكم العصيب، فما الذي جعل الأزمات تظهر بهذه الصورة هذه الأيام، ولماذا كلما خفت أزمة ظهرت أزمة أخرى؟ هل الذي يجري الآن معاقبة إلى الشعب أم عقاب إلى الحاكمين؟ أم استعراض عضلات لمن يملكون المال وليس السُلطة، إن الذي يجري الآن أمر محير ولا يمكن أن يكون فعلاُ أزمات بقدر ما هي مؤامرات خفية يقودها بعض أصحاب المصالح أو الذين تضرروا من القيود التي فرضتها عليهم الدولة فإن كانت هذه حقيقة، فاليتقوا الله في هذا الشعب المسكين الذي احتمل الكثير من العنت والمشقة بسبب تضارب المصالح، فالسيد رئيس الوزراء مكلف أن يخرج إلى هذا الشعب ليوضح له ما الذي يجري الآن ضد حكومته، وما هي أدوات المخارجة من تلك الأزمات المستفحلة.