ولنا رأي

روحنا الانهزامية!!

صلاح حبيب

سرت في نفوس كثير من الشباب والمثقفين من أبناء هذا الوطن المعطاء روح انهزامية وتبخيس لما هو موجود أو تقليل من عظمته والعمل على تمجيد الآخرين، على الرغم من أن السودان بلد معطاء فيه الكثير من الخير، ولكن عين السخط هي التي دفعت بأولئك على تمجيد دول الجوار أو رفع قيمتهم أكثر مما هو موجود عندنا، نشاهد كثير من فديوهات تسلط الضوء على واحدة من الدول التي بدأت فيها النهضة قريبا ظنا منهم أن تلك الدولة أفضل من بلدنا لما يشاهدونه من إعمار وعمارات شاهقة برزت على الوجود قريبا، ففي مقطع فيديو أو صور التقطت للجارة إثيوبيا توضح عددا من الطرق الحديثة التي شيدت والعمارات الشاهقة التي أطلت برأسها على العاصمة أديس خلال فترة وجيزة، فبدأ الشباب يتحسر على ما أصابنا من خراب ودمار، ولكن هؤلاء لم ينظروا بعين فاحصة إلى هذا الوطن الكبير فالنهضة التي يشاهدونها في أديس ربما في أماكن محددة والطرق التي نسجت كالخيوط لم ينظروا إلى المساحات الشاسعة للسودان لم تبلغ مساحة أديس مقارنة بالسودان، إن المشكلة ليس في هؤلاء الشباب أو المثقفين وحديثي العهد بالتطور والنهضة والنماء، إن المشكلة في معظم أبناء السودان حاكمين ومحكومين، فمشكلتنا أننا لا نروج لما هو جميل عندنا فلا نخسر مبالغ معينة للترويج عن جمال وبهاء الوطن، فالناظر إلى جمال الخرطوم من شوارع وغيرها من المحال التجارية والأسواق أو بقية المناطق لاكتشفوا أن السودان لا تضاهية أي دولة من حيث الجمال والبهاء، فانظروا إلى النيل فقط وإلى الأماكن التي تجاوره من وزارات وعمارات شاهقة لاكتشفوا أننا بلد جميل جدا فلا تسحركم تلك الصور فالمرأة التي تسكب على نفسها كميات من الكريمات والمساحيق تكتشف جمالها وإذا فقدت تلك المساحيق لاكتشفت عيوبها فنحن بلد بلا مساحيق فإذا اهتمت المحليات بالنظافة ونقل النفايات كما هو موجود في العالم لظهر لكم جمال هذا الوطن، المشكلة حينما نخرج إلى العالم وتسحرنا نظافة الطرق والمباني الشاهقة والمطاعم التي أسست على الطراز الأوروبي أو جمال المعمار نعتقد أننا الأسوأ في المنطقة، فالعيب في الأجهزة الإعلامية والفضائيات التي تلتقط العديد من الصور الجمالية، ولكن لا تحتفي بها كما هو موجود في العالم الذي يهتم بالسياحة، صحيح قناة النيل الأزرق عند كل صباح وعبر برامجها تقدم لنا العديد من الصور الجمالية للعاصمة الخرطوم أو مناطق النيل الأزرق أو دارفور أو كردفان ذات الطبيعة الخلابة والساحرة، فهذه الصور إذا كررت يومياً لتأكد لنا أننا أجمل بلاد العالم، فالصور الجمالية التي تأتينا من الخارج نفتن بها ولكن لا نفتتن بما عندنا من صور في النقعة والمصورات أو جبال التاكا أو مساقط المياه في جبل مرة أو نيرتتي أو في مدينة بورتسودان الجميلة سنكات وسواكن وعروس على البحر الأحمر كلها مناطق لو قدر لهذا الوطن أن يستفيد منها في السياحة لفقنا العديد من الدول التي تعتمد على السياحة، الروح الانهزامية لن تخرج مننا ما لم نكن صادقين مع أنفسنا ومع وطننا ومع موروثاتنا الحضارية والفلكلورية والثقافية، لو استعرضنا طريقة الزواج فقط مع كل قبيلة أو كل منطقة من مناطق السودان لتفوقنا بها على العالم.. لو قدمنا طريقة العقد لأي زيجة من الزيجات لوجدناها الأفضل بين كل دول العالم لو التقطت الكاميرات صورا من كل مدينة من مدن السودان لتفوقنا بها على كل ما هو موجود بالعالم.. فقط محتاجين إلى عيون تنظر إلى الأشياء الجميلة كما نظر هؤلاء الشباب إلى ما عند الغير.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية