ولنا رأي

هيبة قرارات رئيس الجمهورية!!

لماذا يحاول المسؤولون دائماً إضعاف هيبة رئيس الجمهورية؟ وإضعاف القرارات التي يصدرها؟ ولماذا يتهاون السيد رئيس الجمهورية في معاقبة كل من لم يلتزم بالقرارات التي يصدرها؟ وقد تلاحظ ذلك في وقت مضى، عندما كان يصدر السيد رئيس الجمهورية قراراً بمنع تحصيل الجبايات بالطرق القومية، وقبل أن يجف المداد، نجد المحليات والمسؤولين بها والولاة يضربون بقرار رئيس الجمهورية عرض الحائط، وأول عربة تمر عبر الولاية تجابه بالجبايات من نقطة إلى نقطة حتى تدخل ولاية الخرطوم.
وبالأمس كاد عدم تنفيذ قرار رئيس الجمهورية واتفاقية أبوجا والدوحة التي تنص على إعفاء أبناء دارفور من رسوم الجامعات، كاد عدم تنفيذه من قبل مدير (جامعة الجزيرة) أن يؤدي إلى كارثة أكبر جراء التظاهرات التي اندلعت بولاية الخرطوم تضامناً من طلاب دارفور بإحدى الجامعات بالخرطوم قبل أن يتم احتواء التظاهرات من قبل الشرطة.
فمدير جامعة الجزيرة كان من المفترض أن يعمل بقرار رئيس الجمهورية الذي ينص على إعفاء أبناء دارفور من الرسوم الدراسية حتى ولو كانت كل (جامعة الجزيرة) من أبناء دارفور وليس الـ (165) طالباً، فماذا يضير مدير الجامعة لو أعفى كل هؤلاء الطلاب من الرسوم؟!
إن حريق بص الولاية إذا اعتبرنا أن التظاهرات قامت بحرق بص واحد، وأن قيمته أكثر من ثلاثمائة مليون جنيه، كم المبلغ المطلوب سداده من أبناء دارفور لجامعة الجزيرة؟!
لقد اندلعت الحرب في دارفور من شرارة صغيرة وصلت حتى أصبحت لهباً ومازالت دارفور وأهلها مكتوين بتلك الشرارة الصغيرة، وها هي الشرارة تحاول أن تشتعل بولاية الجزيرة ثم تمتد لتصل الخرطوم، وتستمر في الاشتعال لتقضي على بقية الوطن.
إن الدولة لا نعرف كيف تدار ولا نعرف ما هي حدود المسؤولين فيها؟ وهل من حق أي مسؤول أن يتخذ قراراً بمفرده يؤثر على بقية الوطن، أم أن هناك جهات تحاسب كل من يخرج عن الخط المرسوم؟ ولكن الواضح أن هناك مسؤولين يعتقدون أنهم القانون نفسه، ومن حقهم اتخاذ أي إجراء دون أن يخضعوا لأية محاسبة، وهذا هو الخطأ الذي تقع فيه الدولة بترك الحبل على القارب لأولئك يسرحوا ويمرحوا حتى نصل إلى ما نحن الآن من أزمات متفاقمة يومياً بقرارات أولئك الطائشين، والذين يؤثرون على الوطن بأكمله.
إن هيبة رئيس الجمهورية في القرارات التي يصدرها من حق مكتب الرئيس وسكرتيره الصحفي وكل الطاقم متابعة تلك القرارات ومدى تنفيذها من الوزراء والولاة والمعتمدين، وكل المسؤولين المعنيين بتلك القرارات، حتى لا يصل عدم تنفيذها للذي شاهدناه بالأمس داخل ولاية الخرطوم من اضطراب كان بالإمكان أن يستغل لزعزعة واستقرار الوطن. حتى الآن لم تتضح الحقيقة حول اندلاع تلك التظاهرات، فما صدر من بيانات لم يشفِ غليل الذين تحركوا، ولن يضير الدولة إذا ملكَّت المواطنين المعلومات الحقيقية وحاسبت المخفقين أو الذين أدوا إلى تلك الاضطرابات، غرق أربعة طلاب من (جامعة الجزيرة) كان يحتاج إلى توضيح أكثر حتى لا يسرح الناس بخيالهم بعيداً وتضيع الحقيقة.
نحن نحتاج إلى شفافية أكثر، والشعب السوداني بسيط وكثيراً ما يتنازل عن حقوقه، ولو أُخذت غصباً عنه. لذا لا بد أن يدار دولاب الدولة بحكمة بعيداً عن الأهواء الشخصية (والبلد بلدنا والحكومة حكومتنا والحزب حقنا والما عاجبو يشرب من البحر)، كل تلك الأقاويل هي أُس المشاكل التي نحن فيها الآن، فأسلوب التهديد والوعيد هو الذي فجر الحرب في دارفور وأدى إلى فصل الجنوب، وإذا استمر الحال هكذا فلن نجد وطناً يجمعنا.
همسة:
رحم الله “حواء جاه الرسول” (حواء الطقطاقة)، وأسكنها فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، فقد عملت من أجل أمن واستقرار الوطن، ورحلت وتبقت أيام للاحتفال بعيد الاستقلال، وهي أول امرأة ترتدي علم السودان بألوانه الثلاثة الأصفر والأحمر والأزرق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية