ظل الرئيس الأسبق “نميري” متمسكاً بمقولته ناس ود نوباوي آخر من ينتفع من ثورة مايو، وبالفعل ظلت ود نوباوي بلد الأمير ود نوباوي وبلد الرؤساء والزعماء وبلد الرايات والذكر كما هي، لا صيانة للطرق، ولا للمحال.. ولا لأي شيء فيها، وكل الذي كان يخشاه الرئيس الراحل “نميري” من تلك المقولة أن يخرج عليه شخص ليقول إن “نميري” عمل لمنطقته ولم يعمل لبقية المناطق، “فنميري” الذي مات في منزل الأسرة كان يخشى الله والعباد من تلك الأقاويل، وظل شارع “ود البصير” أو شارع “نميري” من اسوأ الشوارع بمدينة أم درمان وبالأخص ود نوباوي، لقد كتبنا في فترة سابقة عن أن شارع “ود البصير” في حاجة إلى صيانة وتأهيل، حينما كانت تجري الترتيب لإقامة الاحتفال بذكرى رحيل القائد الراحل “نميري” فلم تستجب محلية أم درمان أو لم تعينا نظرا لما كتبناه، وها هو من جاء لإعادة لود نوباوي مجدها وتاريخها المسلوب، حتى من الرئيس الأسبق “نميري” فهي حي ومن أعرق الأحياء، يقطنها رئيس وزراء السودان لفترتين الإمام “الصادق المهدي”، وسكنها الإمام “عبد الرحمن المهدي” الذي عمل على أن يكون السودان للسودانيين، وسكنها الإمام “الصديق” الذي رفض تسليم السُلطة للجيش، والإمام “الهادي”، وسكنها الشيخ “الفاتح قريب الله” الذي سعد بأغنية (يا ليل ابقالي شاهد) واستحسنها، ويسكنها مولانا “دفع الله الحاج يوسف” الذي شغل منصب وزارة التربية، ورئاسة القضاة وغيرهم من أعيان أم درمان الأصليين، فود نوباوي التي جاءها اليوم “أحمد أبو شنب”، معتمد أم درمان، ليعيد لها مجدها وصيانة طرقها التي أهملت من كل الأنظمة، شارع “ود البصير” الذي خربته المياه والأنقاض ها هو “أحمد أبو شنب” يجلس على الأرض ليتابع العمال حتى الساعات الأولى من الفجر لإزالة الأنقاض وتسوية الأرض التي جرفتها المياه، ناس ود نوباوي شيبا وشبابا نساءً ورجالاً وأطفالاً وقفوا مع المعتمد “أحمد أبو شنب” ولسانهم يلهث بالشكر والثناء عليه وعلى الدور الكبير الذي يقوم به في مدينة أم درمان مدينة الصمود والتاريخ، حدثتني إحدى نساء ود نوباوي والابتسامة تكسو شفتاها وهي ترفع الأكف إلى الله داعية إلى السيد المعتمد بطول العُمر والصحة والعافية، ولم تكن هي المرأة الوحيدة الداعية له بالخير، ولكن حتى الرجال والشباب، “محمد عمر وصديق مبارك” وكل سكان شارع ود البصير الذي عاد إلى وجهه المشرق من جديد بعد أن اكتساه الغبار والأنقاض والمياه المتدفقة من داخل البيوت أو من مياه الأمطار، فأصبح الشارع عصي على المارة والسيارات، أم درمان كانت فعلاً في حاجة إلى رجل يتمتع بتلك الروح العسكرية روحا وعملا فقد تجسدت في الفريق “أبو شنب”، ولم يكتف “أبوشنب” بصيانة شارع ود البصير فقد تعداه إلى مقبرة المشير الراحل “نميري” فظل الليل كله مع العمال يقوم بالصيانة وإزالة الأنقاض منها، إن أم درمان البقعة المباركة أهلها لم يبخلوا على أي شخص يريد أن يعيد لها مجدها وهي مدينة حبيبة إلى النفس ولم تلفظ أحداً جاءها يطلب الإيواء، وكما قيل عنها وعن سماحتها أن من دخلها بحمار خرج منها بحصان، ها هي أم درمان الحبيبة، وهي محتاجة إلى لمسات بسيطة لتعود عروس في ليلة زفافها، فالفريق “أحمد أبو شنب” الذي لمس وشخص الداء بإمكانه أن يجد الدواء الناجع، فاليوم شارع ود البصير وغداً شارع الدومة وبعده شارع كرري وود البنا وأبوروف والملازمين والأسواق وهو جدير أن يعيد إلى هذه المدينة المفضالة سيرتها العطرة.