ولنا رأي

من هو أنسب أمين للحركة الإسلامية؟

صلاح حبيب

قبل انعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية التاسع اليومين الماضيين، ثار جدل كثيف وجرت ترشيحات متعددة للأمين العام، كان من بين الترشيحات الدكتور “نافع علي نافع” والأستاذ “علي عثمان محمد طه” وأخيراً الأستاذ “أحمد إبراهيم الطاهر” رئيس البرلمان السابق، ولكن الترشيحات لم تغفل ترشيح الأمين الحالي الشيخ “الزبير أحمد الحسن” وإذا نظرنا إلى الحركة الإسلامية فنجد مواردها خاوية، ولا أظن أن لها ميزانية حتى تكون جاذبة، لذا فإن الشيخ “الزبير أحمد الحسن” الذي رفض التجديد ليكون وزيراً للمالية أو وزيراً للطاقة، وهي من الوزارات التي يسيل لها اللعاب، ولا أظن أحد يرفضها بل يتكالب عليها أو تسيل دموعه مدراراً إذا فقدها.. ولكن شيخ “الزبير” هو أصلاً زاهداً في هذه الدنيا والمناصب لا تغريه كثيرا، ولا يتكالب عليها مثل الآخرين الذين يوسطون الدنيا والعالمين، ليكونوا وزراء في أي وزارة مهما صغرت أو كبرت، وشيخ “الزبير” الذي كان متفوقاً في المرحلة الثانوية، وكان من بين الأوائل في مادة الرياضيات، وأصر عليه أستاذه أن يدخل القسم العلمي لتميزه في مادة الرياضيات، إلا أنه آثر أن يكون بالقسم الأدبي، وحينما تكرر الإصرار عليه، نقل درجه من القسم العلمي ورحل إلى القسم الأدبي بنفسه، فشخص بهذا الزهد هل يتوقع أن يتصارع في أمانة لا تتوفر فيها كل المغريات، أن الحركة الإسلامية هي عمل للآخرة وبناء الإنسان وتربيته وحفظه من مفسدات الدنيا، فمن الأفضل إلى القيادة التي تقف وراء هذه الحركة أن تجدد للشيخ “الزبير” فهم الأصلح والأنفع لها، فالمرحلة القادمة يمكن أن تبنى الحركة بصورة أشمل وأن تعمل على تخريج أو تفريخ قيادات تخاف الله في العمل السياسي إذا كانت أصلاً الحركة الإسلامية هي الذراع الأيمن لها، وإذا كانت الحركة الإسلامية سعت منذ أربعين أو خمسين عاما للاعتلاء على السُلطة ووصلتها عبر هذه الحركة، ولكن هناك كثير من العيوب والمآخذ التي أضرت بسمعة الحركة الإسلامية بعد توليها السُلطة، وحتى تعيد الحركة الإسلامية السيرة الناصعة فيجب أن تحاول البناء من جديد، فالذين دخلوها طمعا في المال والوزارة والثروة يجب أن تكون المرحلة القادمة مرحلة الطهر والنقاء وابعاد كل من لم يكن أصيلا فيها، والعمل على إعادة الذين يجلسون على الرصيف من مشايخ الحركة أو الذين ابتعدوا بعد أن أحسوا أن هناك ممن شوه الصورة النقية التي كانوا يحلمون بأن تظل هي التي تستقطب الكافة إلى هذه الحركة بدلا من نفيرهم، فالإنقاذ التي جاءت إلى الحكم جاءت من خلفية تلك الحركة ومهما حاولت أن تتبرأ منها فالكل يعلم أن الإنقاذ هي الحركة الإسلامية وقالها رئيس الجمهورية في مؤتمر الشورى الأخير، وقال إننا حركة إسلامية كاملة الدسم وهذا اعترف مسجل وهو لن ينكره وأن تغطى أو تدثر بأمور أخرى، فالحركة الإسلامية تحتاج الفترة القادمة إلى عمل كبير في القواعد والعمل على تنقية الصغار والكبار من تلك الشوائب حتى تكون فعلا حركة إسلامية كما بدأت ليس الهدف أو المصلحة كيف الاعتلاء على كرسي السُلطة أو كيف يحصل الإنسان على تلك المصلحة الدنيوية، فشيخ “الزبير” هو انسب من يقود تلك السفينة في المرحلة القادمة لما يتمتع به من زهد وطهر ونقاء سيرة وسريرة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية