قال رئيس الجمهورية، في خطابه بكوستي أمس الأول، إن السودان لن يرهن قراره لأية جهة، وسيظل يؤمن أن الأرزاق بيد الله وحده، وقال تقول المتغطي بأمريكا عريان، لقد ظلت الولايات المتحدة الأمريكية، تضغط على السودان في كل الاتجاهات، فكلما تقدم خطوة إلى الأمام أعادته عشرات الخطوات إلى الوراء بل ظلت تقف وتساند الحركات المسلحة وظلت تدعم الراحل “قرنق” بالسلاح وبالخطاب، وعملت كل ما في وسعها من أجل أن يهيمن “قرنق” على مقاليد الحُكم بالبلاد، ولكن حينما تأكد لها أن الدولة متماسكة ولن تستطيع أن تزيلها بالقوة لجأت إلى الحوار وطلبت من “قرنق” أن يستجيب إلى ذلك، وبالفعل نجحت في إحداث الاختراق بمفهوم الحوار إلى أن حققت مطالبها هي وليس مطالب السودان عن طريق اتفاق نيفاشا الذي كان شركاً للانفصال، وحينما علمت أن “قرنق” أصبح يميل إلى الوحدة دبرت له كيف يكون مصرعه، فمات “قرنق” ومازال مخططها مستمراً بواسطة الآخرين، ففصلت الجنوب ولم يكن آخر أحلامها، فبدأت في فتح نوافذ أخرى فدعت الوزراء وقيادات جهاز الآمن والمخابرات عسى ولعل أن تنجح في مساعيها الرامية إلى تفتيت السودان إلى دويلات، لأنها تعلم تماما أن السودان بتماسكه ووحدته لن تستطيع أن تحقق مراميها، والقيادات السياسية تظن أنها احدثت نوعا من الاختراق حينما تدعو أحدهم لزيارتها ولكنها تخطط بوعي شديد وعبر الوزراء والمسؤولين أنفسهم، لذا دائما السيد الرئيس يعلم تماما ما تريده أمريكا فظل خطابه نحوها هو نفس خطابه من الأول وإلى الآن، فما قاله في كوستي هو نفس النهج والطريقة التي يمكن أن يتعامل بها السودان معها فأمريكا لن ترضى عنا مهما فعلنا، وكما قال السيد الرئيس المتغطي بأمريكا عريان، وأمريكا عمرها لن تغطينا مهما دفعت بآلاف (اللحافات) فلن تغطينا طالما مراميها ومساعيها المستهدفة تقسيم البلاد لم تتحقق، إن الولايات المتحدة الأمريكية لن ينفع معها إلا المواجهة، مهما كلف من أمر، فالرئيس “ترمب” بعد الاستيلاء على أموال السعودية، حاول أن يجرب اللعبة مع كوريا، ولكن رئيسها أخرج له ملايين من الجنود والقطع الحربية، لذلك لم يستطع مجاراتها، وكذا الحال مع إيران وتركيا.. فأمريكا لا تحترم إلا الأقوياء، فحينما كنا في البداية أقوياء وقلنا قمحنا بكفينا وأمريكا دنا عذابها، وشاهدت أمريكا كيف تم تجييش الشعب خافت من الدخول معها في مواجهة، بل ظلت الدولة تعتمد على نفسها واستخرجت البترول وبدأت الرفاهية على الشعب بعد تلك المعاناة المفروضة عليه، ولكن حينما بدأت تستجيب إلى مطالب أمريكا ظنا منها أن تلك الاستجابة ستخرجها من الأزمة التي تعيشها، ولكن بالعكس فالاستجابة كانت وبالا على الدولة رغم رفع الحصار الاقتصادي عنها، فأمريكا يجب أن تعامل بالمثل ويا روح ما بعدك روح.. ولكن الخنوع والخوف وعيشة الذلة لن تنفع، فما قاله السيد الرئيس هو الذي سينفع معها، فأمريكا الآن تشن حربا على تركيا وعلى إيران، ولكن ما الذي أثر على تلك الدول؟ بل العكس تقدمتا في كل شيء ولم يركعا أو يستجيبا إلى مطالبها، لذا يجب أن تكون مواقف السودان من منطلق القوة وليس الضعف فإن ضعفت سوف تؤكل بسهولة، فلابد من دعم موقف الرئيس الرامي إلى مواجهة أمريكا وليس الاستكانة لها، فإن أرادت الإصلاح فالصُلح خير.