شيخنا الشاعر الكبير “محمد المهدي مجذوب” من كبار شعراء العربية، له الرحمة، وقصيدة المولد تعد من أروع ما كتب في المناسبة العظيمة ميلاد خاتم الأنباء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.. وأهلنا والحمد لله يحثفلون كل عام بميلاده (ص) والذاكرة تحتفظ بذكريات المولد حينما كنا صغارا.. لكن الصورة التي رسمها شاعرنا العظيم تجسد الصور الزاهية النابضة بالحياة والألوان والصور الشعرية المدهشة.. الصبي الفقير الذي رجع من المولد بالغبار.. والدراويش بجلاليبهم المرقعة الملونة كأزهار الحديقة وقارعي النوبة والطبول والخيام والصاري المزين بالأنوار الملونة ومحلات الحلوى والبخور والأذكار والدراويش.. كل مولد وأمة محمد (ص) بخير وأسأله سبحانه أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن فأمة الإسلام تحاصرها الأعاصير.. انظر إلى الفرق والجماعات التي تتقاتل.. وكل منها تحمل لافتة مكتوب عليها (نحن من سنعيد للإسلام مجده) وخارطة الوطن العربي ممزقة.. ونيران الحروب تتأجج كل يوم.. لا تأبه بقتل وتشريد الأطفال.. فتنة بدأت بالربيع العربي ويا له من ربيع!! دمر البيوت وأحال المدن إلى خراب.. والأغرب أن المسلم يدرك أن من مول إشعال النيران يجلس في شرفة سعيد بما يحدث لأمة محمد (ص) لأن مشروعه الصهيوني لن يكتب له النجاح إذا اجتمع شملهم تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، بالله دعونا نسأل أسئلة بسيطة: من يمول الحروب التي تدور الآن؟ من المستفيد من تمزق الوطن الإسلامي العربي؟
يا جماعة الخير.. احذروا بيع أوطانكم ودينكم بثمن بخس.. والفتنة اشد من القتل.. وخلونا نسترجع سيرة خاتم الأنبياء (ص).. ترك لنا ما أن تمسكنا به ما كان البيحصل لينا نحن أمة محمد.
نقرأ القرآن.. ومنا من حفظه عن ظهر قلب.. لكن قليل جدا مِن مَن يعمل بما جاء فيه.
خطابنا الديني ضعيف.. الدعاة منهم من ينفر ولا يبشر.. سُنة الحبيب (ص) ما تركت شيء من أمور حياتنا.. لكننا لم نعمل بما جاء في الكتاب والسُنة.. لذا سهل اختراق عقيدتنا فصرنا نتصارع في عرض الدنيا الزائل وبات كل منا ينشد رغد العيش وهمنا الشاغل في امتلاك المال والعقار والجاه والسُلطان.. وكأننا خالدون في هذه الفانية.. إذن فالنجعل من ذكرى المولد مناسبة نعيد فيها قراءة التاريخ ونسترجع ماضي السلف الصالح ونقرأ القرآن ونتدبر ونعمل بما جاء فيه ونستأنس بالسُنة هنا فقط نكون قد احتفينا بالمولد ونأكل حلاوة السمسمية (نأكل من ما نزرع) والسلام عبارة نتعبد بها ونشيعها عندما نتبادل التحيا ونلفظها عندما نؤدي صلاتنا وعندما ننهي صلاتنا.. فلماذا نتصارع؟ ولمصلحة من ننفق الأموال الطائلة في تلك الحروب؟ والنيل ينظر إلينا متحسراً والأرض لازالت بكراً وخصبة تنتظر من يفلحها لتعطينا خيراً لا حصر له..؟ تذكرت كل ذلك وأنا أتجول في حوش الخليفة والجديد في المشهد أن محال بيع الحلوى صممت بشكل جميل وإضاءة رائعة فقط اتمنى أن تكون أسعار الحلوى في متناول الجميع.. والمولد القادم اسأل الله الكريم أن يأتي عاما نشهد فيه رغد العيش والسلام.