ظلت الحكومة والمعارضة في حالة شد وجذب كل طرف يعتقد أنه أولى بمصالح البلاد والعباد وظلت المفاوضات بين الطرفين تراوح مكانها، أمس الأول لبينا دعوة مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس الحزب، الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” بمركز الشهيد “الزبير” للمؤتمرات، بغرض تنوير عن اللقاء الذي جمعه والمعارض “عبد العزيز الحلو” بجوهانسبيرج (جنوب أفريقيا) والوساطة التي يقف عليها أمبيكي، من خلال السرد التفصيلي الذي قدمه الدكتور “فيصل” حول لقائه “بالحلو” تأكد لنا أن “عبد العزيز الحلو” لم يكن حُر نفسه وإنما أثير إلى جهات أخرى، ولا أظن “الحلو” وحده بل معظم الذين يقودون المعارضة الخارجية خاصة قطاع الشمال، أثيرين لأجندات خارجية وإلا ما الذي يدفع هؤلاء بالتنصل عن كل اتفاق يتم بينهم وأطراف الحكومة، سرد جميل ومعلومات كثيرة قدمها الدكتور “فيصل” خلال اللقاء الأول الذي جمعه “بالحلو” والذي ضم ثلاثة من هنا وثلاثة من هناك ثم لقاء ثانٍ بينهم الاثنين، ولكن تلك اللقاءات لم تفض إلى شيء ولكنه خطوة في سبيل تليين المواقف، “فالحلو” حسب معرفتنا القليلة عنه إبان وصوله إلى الخرطوم وإجراء حوار معه قبل توقيع اتفاق السلام الشامل مع الحركة الشعبية، يتضح أنه شخص ودود، كما قال الأستاذ “أحمد البلال” وهادئ ولكن لا ندري ما الذي حوله إلى نمر بهذه الطريقة ومتعجرف ومتسلط حتى على أهل المنطقة، ففي ظني أن هناك من يدفعه إلى تغيير مواقفه، “فالحلو” الآن ليس هو ممثل لكل أبناء النوبة وليس الوحيد الذي يحمل قضية منطقة جنوب كردفان.. وهو ليس وصياً عليهم، فهم أدرى بمصالحهم، وإلا ما الدافع إلى قتل الأبرياء والبسطاء والعزل من أبناء جنوب كردفان ببندقية الحركة الشعبية قطاع الشمال، ولماذا يرفضون توصيل الإغاثة إليهم ولماذا يجعلونهم يستنجدون بالمنظمات العالمية التي يعرف الجميع ما هو هدف تلك المنظمات في المنطقة، إن “عبد العزيز الحلو” أن كان راغباً في عملية السلام وانهاء الحرب بتلك المنطقة عليه أن يجعل مصلحة أهله فوق كل المصالح وأن يدخل المفاوضات وهو يعمل على الحل وليس إطالة المفاوضات، فإنسان المنطقة عانى من تلك الحرب اللعينة، ومن حقه أن يرفض أي شخص يحاول أن يتدخل دون أن يصل إلى نتائج ترضيه، إن دولة جنوب السودان التي انهت حربها مع الفصائل المعارضة ها هو الرئيس “سلفا كير” الذي يقال متعنت في عملية الحل ها هو يتوسط لحل مشكلة الحكومة مع قطاع الشمال، خاصة “عبد العزيز الحلو” الذي رفض كل الاتفاقيات السابقة حتى مخرجات الحوار الوطني رفضها بحجة عدم المشاركة فيها، وقال الدكتور “فيصل” إن الوسيط “أمبيكي” استخرج الوثيقة من النت ولكن وفد التفاوض إلى جوهانسبيرج بقيادة دكتور “فيصل” سلمته سبع نسخ لمنحها إلى “عبد العزيز الحلو” باللغتين العربية والانجليزية، إلا أن “الحلو” رفضها بحجة عدم المشاركة فيها، كما رفضت التقرير الذي أعده “أمبيكي” وطالب بأن يكون التفاوض في القضية السياسية أولا، وقال الدكتور “فيصل” إن الحكومة وافقت على ذلك في الجولة القادمة التي يرأسها “عاموم أموم” من الحركة الشعبية بدلا عن “الحلو” الذي سيظل مراقبا وستكون بأديس الفترة القادمة، من الأمور التي تعجبنا لها وحسب حديث الدكتور “فيصل” بأن الوفد رفض السلام عليهم في كل مراحل التفاوض الثلاثي أو الثنائي وهذه لم تحدث حتى في نيفاشا، فالطرفان أبناء وطن واحد وتجمعهم مصلحة وطنية واحدة الهدف منها تحقيق السلام بأرض الوطن، فلابد من تبييض النية من اجل تحقيق السلام وعودة النازحين إلى مناطقهم التي شردوا منها بسبب الحرب، فإن كانت المعارضة في قطاع الشمال والحكومة حادبين على مصلحة الوطن يجب أن يتنازلا كل للآخر بعيداً عن الأمور الشخصية.