ولنا رأي

ما بين “مجدي عبد العزيز” و”أبو شنب”!!

صلاح حبيب

ظلمت حكومة الولاية الجديدة الأستاذ “مجدي عبد العزيز” معتمد أم درمان وجعلته خارج التشكيلة، فالأستاذ “مجدي” ود أم درمان أو كما يحلو لأهلها ود قلبا ،فقد أبلى بلاءً حسناً حين تقلده لمنصب معتمد الولاية فقد عرفناه زاهداً في نعيم الدنيا، فوهب نفسه لخدمة أم درمان العراقة والتاريخ فتجده في كل مناسبة فرح أو كره تجده في المقدمة حتى المناسبات الصغيرة التي لا يتوقع أحد أن يكون فيها.. فتجده بين الحضور بسيطاً متواضعاً حلو الحديث غير متكبر أو متذمر حتى إصابات الصحف له لا يلتفت إليها فهو أصيل في معدنه، عرفناه منذ أن كان في مراسم الدولة فهو “مجدي” الذي يجالس الوزراء والرؤساء والمسؤولين، وحينما كبر في موقعه لم يزده إلا تشريفاً، فظل يتعامل مع الكل كما هو لم يزده المنصب كبرياءً أو تسلطاً أو تغابى العرفة عن الأصحاب والأصدقاء وحتى زملاء الدراسة ظل يتعامل معهم ، فخروج “مجدي” من معتمدية أم درمان، عزاؤنا الوحيد أن جاء إليها ابن من أبنائها الذي تعلم وترعرع فيها وإن اختلفت التسميات، فأم درمان قبل التقسيم الجديد كانت تضم أم درمان الكبرى بما فيها الثورات ومناطق أم درمان المختلفة ، فأم درمان جاء إليها الفريق “أحمد أبو شنب” كانت طفولته وصباه في محلية كرري التي فصلت عن أم درمان الكبرى، لعب كرة القدم بليق المهدية ودرس في مدارسها ومازال مسكنه بها لم يتغير ولم يتبدل نفس الحي الذي شهد معظم مراحل حياته، جاور ناس “المصرية” و”رشيد المهدية” و”عابدين درمة”، ولعب الكرة مع ناس “الفكي” و”عبد الكريم قجة” و”سمير” و”محمد السيد” و”عبده أبو راس” ، وغيرهم ممن أنجبتهم الحارة الثانية بالثورة، تلك الحارة التي خرجت السفراء والعلماء “الشريف السوري” و”الغبشاوي”، والأطباء والأساتذة بالجامعات داخل وخارج البلاد البروفسور “إمام محمد عبد الرحيم” والراحل الدكتور “عثمان الفكي” و”الدكتور مصطفى الفكي” ، ولواءات في القوات المسلحة “عمر عبد الله عمر” و”ربيع” و”مصطفى” ورؤساء أندية لأكبر نادي بالمنطقة نادي المهدية العملاق الذي أنجب “رشيد المهدية” رأسه الأساتذة الراحل “محمد حماد يوسف” و”عبد الرحيم جاه الرسول” المحامي وغيرهم من أبناء الحارة ، إن أم درمان اليوم تفخر بواحد من أبنائها الذي اتسم بالنشاط والحيوية منذ أن كان في القوات المسلحة رجل المهام الصعبة ، فنال ثقة القيادة من قبل بتوليه منصب معتمد ولاية الخرطوم فقدم فيها الكثير من الأعمال التي ما زالت ظاهرة لكل ذي بصر وبصيرة، فإن كان الأستاذ “مجدي عبد العزيز” المعتمد السابق قد عمل على تطوير ميدان الشهداء والذي يكفيه فخراً لو لم ينجز عملا آخر بأم درمان فإن “أبو شنب” يكفيه فخراً أن أقام حديقة على طراز متقدم وهي الآن قبلة لكل زوار وسكان ولاية الخرطوم (حدائق الهيلتون) والتي أنشأ فيها مطعماً يشبه المطاعم العالمية، كما استطاع أن ينظم الأسواق والمناطق المختلفة، ناشته السهام من كل الجوانب ولكن لم تصيبه بل زادته قوةً فظل يعمل حتى آخر لحظة في الولاية ، فأم درمان التي وضع كل معتمد جاء إليها طوبة من أجل التطوير، فإن “أبو شنب” إن لم يعرش البنيان فيكون قد وصل مرحلة السقف ، فأم درمان أهلها حنان يقفون مع كل من يرغب في تطويرها، فلن يجد منهم إلا الخير والمساعدة ، فأم درمان تحتاج إلى اللمسات التي تخرجها كفتاة يوم زفافها و”أبو شنب” أهل لها.فمرحباً به ، ونسال الله للأخ “مجدي” موقعاً آخر يقدم من خلاله تجاربه وإبداعاته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية