ولنا رأي

“مسار” يفتقد المسار!!

صلاح حبيب

في حوار أجرته معه (الانتباهة) قال الباشمهندس “عبد الله علي مسار” إن البون بينه وبين حزب الأمة القومي شاسعاً وانتهينا من وصايا الإمام وحكاية السيد وزول يبقى زعيم علينا وما عدنا نفكر بهذا الأمر، السيد “مسار” رئيس حزب الأمة (ما عارف ياتو)، بعد أن ساهم ومن معه من تفتيت الحزب، الذي صنع منهم أشخاصاً وكوادراً، وأصبحت الوزارة الهم الأكبر بالنسبة له، فالسيد “مسار” لولا حزب الأمة لما عرفنا له اسماً أو رسماً أو له بصمة في هذا الحزب الكبير والعملاق، لقد جاء يتنكر “مسار” فاقد الطريق الصحيح إلى هذا الحزب الذي صنع منه اسماً في عالم السياسة، فهل كان أحد من قيادات الأحزاب الأخرى يعرف شخصاً اسمه “مسار”، ما هي مجاهداته السياسية التي جاء اليوم ليقول البون بيننا وحزب الأمة شاسعاً، لم نسمع في يوم من الأيام أن السيد “مسار” قد ادخل سجن كوبر أو كان خارج البلاد مناضلاً كما أعضاء حزب الأمة الذين كانوا في ليبيا وأديس وغيرها من البلدان التي اتخذوها للمعارضة للأنظمة السياسية، لم نسمع بها كادرا في الثانويات ولا حتى في فترة النظام المايوي التي هاجرت القيادات السياسية لحزب الأمة قبل أن تعملوا على تفتيته وتقسيمه من اجل المصلحة الخاصة، ولولا المؤتمر الوطني الذي لماكم ما كان لك وجود في الساحة السياسية اليوم وما اظن وجدت لك مكانا في بقية الأحزاب الأخرى، إن المصلحة الشخصية هي التي دفعت بك أن تتحول من الحزب الكبير وتركض مع السيد “مبارك الفاضل” عندما شق الحزب فخرجتم معه لأن هدفكم ومساعيكم كانت نحو السُلطة فوجد المؤتمر الوطني ضالته فيكم ووقعتم له من السماء، لأن الشوكة التي تقف في حلق المؤتمر الوطني كان حزب الأمة بقيادة الإمام “الصادق المهدي” فجاءته الفرصة على طبق من ذهب فمنحكم الوزارات وتنقلتم فيها مثل الفراشات تتذوق الشهد من كل زهرة، فحينما خرجت من الوزارة هدهدك المؤتمر الوطني ومنحك ثدياً آخر لترضع منه، اليوم تقول إن البون بيننا وحزب الأمة القومي شاسع، وانتهينا من وصايا الإمام وحكاية السيد وما في زول ببقى زعيم علينا، عمرك كله يا “مسار” كنت تحت السيادة وكنت تأتمر بأمرهم، ولولاهم لما كان لك اسم في عالم الأحزاب، لم نعرف دورك يا “مسار” في انتفاضة رجب/ أبريل ولم نعرف لك دوراً في انقلاب “حسن حسين” ولم نعرف لك دوراً في شعبان، ولم نعرف لك دوراً في كل الانقلابات التي كان حزب الأمة القومي جزءاً منها، لم نسمع أنك تم اعتقالك مع الراحل “عمر نور الدائم” ولا “الأمير نقد الله” ولا “سارة” ولا الدكتورة الآن المنصورة “مريم”، حزب الأمة يا “مسار” حزب عملاق وخرج قيادات مازالت الساحة تذكرهم، ليس الطامعين في السُلطة، ولكن عاشوا على المبادئ وماتوا عليها، كما مات الأنصار في كرري والشكابة وفي مناطق القتال التي خاضها الحزب قبل أن تساهموا على تفتيته وتقسيمه إلى أشبه بالدويلات من أجل المنافع الشخصية، لو كان الحزب في تماسكه لما وجدت لك موضع قدم فيه، نسأل الله أن يشفي الأمير “نقد الله” وأن يعود الإمام إلى وطنه، يساهم بفكره في جمع الحادبين على مصلحته وليست المصالح الشخصية، فالانتخابات على الأبواب يا “مسار” لو معاك رجال خوض الانتخابات بنفسك لو حصلت على دائرة واحدة بدون مساعدة المؤتمر الوطني تعال نعمل احتفال داخل قبة الأسياد التي رفضتهم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية