تناقلت الصحف أمس خبر زواج كريمة المعارض “مالك عقار”، والي النيل الأزرق قبل أن يتمرد للمرة الثانية، قالت الصحف إن كريمة “مالك عقار” جرى الاحتفال بعقد قرانها، وكان وكيل كريمة “عقار”، الدكتور “المتعافي”، وشهد العقد الشيخ “علي عثمان محمد طه”، النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق، ولفيف من السياسيين ومن أهل العروسين، أهل السودان يختلفون سياسياً ولكن في الحالة الاجتماعية كأن شيئا لم يكن، فالعلاقات الاجتماعية أقوى، وإذا كان حقيقة أن “مالك عقار” الذي يعارض الحكومة الآن قد رشح “المتعافي” ليكون وكيلاً لابنته، إذاً فما الداعي إلى حمل السلاح؟.. الشعب السوداني من أغرب شعوب العالم، ولا ندري ما الذي يميزه عن بقية شعوب العالم؟، ولماذا التصافي والتسامح الذي نراه دون الآخرين؟ هل الخلطة العربية الزنجية هي التي تميزه أم أن التغلغل الإسلامي في وجدانا هو الذي منحنا هذه الخاصية دون سائر الشعوب، قبل أيام كانت هناك زيجة أنصارية إخوانية جرت بين حفيد القيادي الإسلامي “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان وهو حفيد آل “المهدي” من ابنة “فاطمة عبد الرحمن المهدي” فرغم الاختلاف بين الإسلاميين والأنصار وحزب الأمة، ولكن نجد العلاقات الاجتماعية والزيجات بينهم كبيرة، فالدكتور “حسن الترابي” أحد مؤسسي حركة الإخوان المسلمين بالسودان، كان قد تزوج كريمة الإمام “الصديق” إمام الأنصار وحزب الأمة، وشقيقة الإمام “الصادق المهدي”، فرغم الاختلاف بينهم ولكن تمت المصاهرة، فأبناء الشيخ الراحل “الترابي” خالهم الإمام “الصادق” وخالتهم السيدة “فاطمة عبد الرحمن المهدي”، والشيخ “علي عثمان محمد طه” القيادي الإسلامي والنائب الأول لرئيس الجمهورية السابق، متزوج من آل “المهدي”، واعتقد أن نجل الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” أيضاً متزوج من آل “المهدي”، فالخلافات السياسية لم تمنع السودانيين من المصاهرة، لذا فإن خلاف “مالك عقار” وهو في الإدغال لم يمنعه من توكيل من يعارضهم ليكون وكيلاً لكريمته إذا صدقت الرواية فنأمل أن تكون صحيحة لأنها أكسبت الفرح طابعاً آخر من الألفة والمحبة وتناسي المرارات، أن الصراعات السياسية هي التي تفسد تلك العلاقات المميزة التي يحسد عليها أهل السودان حتى في ديار الغربة لا يوجد رابط بين سوداني من شرق السودان أو من غربه أو من وسطه غير تلك السودانية السمحة، فتجدهم يتعاملون وكأنهم إخوان بل تمتد تلك العلاقة إلى داخل الوطن
إن الزيجة التي تمت لكريمة “مالك” جرى تنسيقها من قبل الأستاذ “باكاش طلحة” أحد أقرب الأصدقاء “لمالك” بعد أن كلفه بتولي ترتيبات الزواج فاتصل الأخ “باكاش” بالأستاذ “علي عثمان والمتعافي والدكتور فرح العقار والفاتح عز الدين” بحكم العلاقة التي تربطهم “بمالك” وتم تكليف الدكتور “المتعافي” ليكون وكيلاً للزوجة بعد تفويض من والدها “لباكاش”.
إن الزيجة التي تمت قال الأستاذ “باكاش” بأنها تصب في المصلحة العامة للوطن، وإلى أهله بالنيل الأزرق، وربما تتم الاستفادة منها في عودة “مالك” إلى الوطن، لذا نأمل أن تتمكن القوى السياسية الحادبة على لم الشمل بين أبناء الوطن الواحد وأن تتواصل العلاقات الاجتماعية وتحويلها إلى المصلحة العامة، كما الذي حدث في تلك الزيجة التي جمعت أهل المؤتمر الوطني وأسرة القيادي “مالك عقار” لإذابة الجليد وعودة العلاقات السياسية كما عادت العلاقات الاجتماعية.