ولنا رأي

الشباب يقود التغيير!!

صلاح حبيب

قبل أن تنطلق بنا الطائرة الرئاسية المتجهة إلى ولاية النيل الأبيض بصحبة مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس الحزب الدكتور “فيصل حسن إبراهيم”، بداية الأسبوع الحالي، جلسنا في قاعة الانتظار بمطار الخرطوم مع عدد من المرافقين من بينهم الأستاذة “أم سلمة محمد إسماعيل” وزير الدولة بمجلس الوزراء، والأستاذة “عفاف أحمد عبد الرحمن” مدير أكاديمية التدريب.. والشباب “محجوب أبو القاسم وعطار وهاشم والأستاذ عمار باشري والدكتور إبراهيم الصديق” فقال لي الدكتور “إبراهيم” أنت أنيق أكثر من أمين قطاع الإعلام، فضحك الجميع.. فقلت لهم دكتور “إبراهيم” هو من أمر بتعيني في (السودان الحديث) عام 1995 وأنا عائد من المملكة العربية السعودية، ضحك الجميع.. فقال الأستاذ “محجوب أبو القاسم” أنا وقتها عمري خمس سنوات، أما “العطار” فلم يفصح أن كان مولودا أم لا.. ولكن حقيقة أن الدكتور “إبراهيم الصديق” كان يمتلك القوة والقرار، ووقتها كنت قد أتيت من المملكة، وزرت صحيفة (السودان الحديث)، التي كان يرأس تحريرها الأستاذ “فتح الرحمن النحاس” فطلب مني هو والأخ “عمر إسماعيل” العمل معهم، فاستجبت لطلبهما وظللت أعمل في القسم السياسي، ولما كانت لي مصادر متنوعة قدمت عدداً كبيراً من الحوارات السياسية، مع الرموز المختلفة، كانت من المفترض أن تكون شفيعي للتعيين مباشرة، ولكن كلما اسأل الأستاذ “النحاس” عن قرار التعيين، يقول لي انتظر، إلى أن حسم الأمر الأستاذ وقتها “إبراهيم الصديق” الذي كان يشغل مدير تحرير (السودان الحديث)، فالدكتور “إبراهيم” صاحب قرار رغم صغر سنه.. فهو من الجيل الذي عملنا سوياً فترة الديمقراطية الثالثة، فنجح في كثير من المهام التي أوكلت له، أما الشاب “محجوب أبو القاسم” فهو من الشباب الواعدين في الحزب، يمتاز بهمة عالية وملاحقة لكل ما يوكل إليه من عمل، وكذلك “العطار” والأستاذ “عمار باشري” أمين التعبئة السياسية، لذلك فإن الإنقاذ فعلاً بدأت تؤهل الشباب في تنفيذ المهام وإعدادهم للمرحلة القادمة، وهذا ما جعلها تخطو خطوات كبيرة في العمل السياسي، في ولاية النيل الأبيض، لم التقِ كثيراً بالدكتور “أبو القاسم الأمين بركة” والي الولاية، بل لما شاهدته على الطبيعة، استكثرت عليه المنصب، لصغر سنه أو صغر حجمه، ولكن يبدو قد جرى تأهيله وإعداده بصورة جيدة تمكنه من القيام بواجبه، المرحلة القادمة هي مرحلة الشباب فالكهول والعجائز قد قاموا بأدوارهم، فلابد من إشراك الشباب في إدارة دفة الدولة، فالعالم الآن كله يتجه إلى تدريب الشباب ومنحهم الثقة للانطلاق إلى الأمام، في الولاية شعرت بأن السيد الوالي “بركة” يتمتع بخصال جعلت الكل يجمع عليه، وأحسست من خلال منحه الفرص لمنسوبي الحزب في اللقاء مع الدكتور “فيصل” كان يحفظ كل المتداخلين أو الذين منحهم الفرص، وكان يعرفهم بالاسم، ولكن الدكتور “فيصل” فهو من الشباب إلا أنه قال إن الفترة القادمة سوف يتنازل عن القيادة للشباب، وزاد على ذلك بأن السيد الوالي سيكون في معيته للتنازل، ولكن الدكتور والوالي في 2020 يكونوا قد اكتملوا نضجاً وليس وصلوا سن التقاعد، ولم ننس الشاب الأستاذ “حامد ممتاز” الذي يعد من شباب المستقبل، إن ديوان الحُكم الاتحادي الذي يشغل فيه منصب الوزير حالياً، فقد شغله من قبل عتاة أمثال الأستاذ “عبد الباسط سبدرات وحسبو والدكتور علي الحاج” على ما أظن أن لم تخن الذاكرة، فهو اليوم بمثابة جيل ثالث أو رابع كما قال الدكتور “فيصل” 4G ولفت نظري الأستاذة “عفاف أحمد عبد الرحمن”، فهذه المرأة أول مرة أشاهدها، فهي حقيقة من الجيل الجديد، تتميز بالحضور والبلاغة والخطابة وسعة الصدر وغزارة المعلومات، كيف لا وهي ابنة الأستاذ المربي الفاضل والسياسي المحنك الأستاذ “أحمد عبد الرحمن محمد”، وكذلك الأستاذة “أم سلمة محمد إسماعيل”.. إذن المرحلة القادمة هي مرحلة الشباب ويا ريت كل الأحزاب السياسية أن تتيح الفرص لشبابها من أجل مستقبل الوطن، بدلاً من التمسك بالمنصب حتى القبر.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية