ولنا رأي

الشرطة تنفي.. إذاً من هو الحلاق؟!

صلاح حبيب

راجت الأيام الماضية حول مقطع فيديو عن حلاقة لبعض الشباب، مما أدخلت الخوف والرعب في النفوس، ولم تتبرع أي جهة في الأيام الأولى الكشف عن منفذي تلك الحلاقة، إلى أن خرج أمس الأول وعبر مؤتمر صحفي سعادة اللواء حقوقي “إبراهيم عثمان” مدير شرطة ولاية الخرطوم، نافياً أن تكون الشرطة أو منسوبوها طرفاً في الذي جرى، وقال إنه تم القبض على الذين قاموا بالفعل، إذا كان نفى سعادة اللواء، لما جرى، إذاً من هي الجهة التي قامت بذلك؟ وهل يمكن أن تكون هناك مجموعة بسيطة تمتلك تلك الجرأة لتنفذ ما وقع؟، إن ولاية الخرطوم وأجهزتها الأمنية والشرطية، تعلم تماماً ما يجري داخلها ولن يفوت عليها حدثاً كالذي جرى وإلا فإن الولاية تكون مفتوحة ليعبث فيها العابثون، إن الواقعة لم تكن نسج خيال ولا من بنات أفكار شباب لم يعجبهم هذا التفسخ والانحلال الذي طرأ على شباب ولاية الخرطوم، الكل لا يعجبه حال شبابنا هذه الأيام من السيستم إلى غيرها من العادات الدخيلة على المجتمع، وحتى الشارع العام غير منضبط سواء كان من عمليات التفحيط التي أتى بها أبناء المغتربين إلى إلقاء قارورات المياه الفارغة على الطرقات أو القيادة بإهمال وإطلاق الشتائم أو استخدام البيض والرش بالمياه إبان رأس السنة.. فكلها عادات دخيلة، تحتاج إلى قرارات سريعة تعيد للشارع السوداني انضباطه، ولكن الذي جرى الأيام الماضية وما تم تداوله عبر الميديا لابد أن تكون هناك جهة مسؤولة عنه بصورة مباشرة، وإلا إذا تم بدون علم السُلطات المختصة فيكون هناك اختراق للأجهزة، ولابد من إلقاء القبض على من قاموا بهذا الفعل، لكي لا يكون الأمر خاضعاً للمزاج الشخصي أو دخول جهات غير معروفة تقوم بانتحال شخصيات الشرطة أو الأمن كما يحدث في كثير من المرات، والتي تم ضبط الكثيرين منتحلي الأجهزة الأمنية والشرطية.
إن حديث سعادة اللواء “إبراهيم” وتبرئته لساحة الشرطة من هذا الفعل، يجب أن تكون هناك جهات قامت به، وإلا فمن الذي قام بتلك الحلاقة التي ظهرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟!!، سؤال محتاج إلى إجابة، أما أن تتقدم الجهة التي قامت بالفعل وتبرر ما قامت به أو تقوم الجهات الأخرى بنفيها لما حدث، ففي ظني أن هناك جهة قامت بالفعل، ولكن ردة الفعل هي التي منعتها من الإفصاح بما تم، سؤال آخر يطرح نفسه في هذا الموضوع الذي شغل الناس سواء على مستوى ولاية الخرطوم أو ما تم تناقله عبر الميديا، من هم أولئك الشباب الذين تم التعدي عليهم؟ وكم عددهم؟ وما هي المناطق التي وقع فيها الفعل؟ وهل الأجهزة الأمنية والشرطية تلقت بلاغات بالحادثة؟ كلها أسئلة محتاجة إلى إجابة، أو تكون هناك جهات روجت لذلك من أجل زعزعة أمن البلاد.
همسة:
عمنا الأستاذ “سعد الطاهر الدرديري” أو (سعد الخامسة) كما يحلو للكثيرين تسميته بهذا الاسم، وهو من المداومين على قراءة (المجهر) منذ أعدادها الأولى، اتصل مشيداً بما تناولناه في هذه الزاوية عن صعود (نادي الموردة) إلى دوري الممتاز.. وعبر عن تهانيه الخالصة بهذا الصعود المستحق ووصف النادي بأنه من الأندية الأم درمانية العريقة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية