شرعت بعض الأحزاب في الدخول لانتخابات 2020 وسمى حزب (الإصلاح الآن) الدكتور “غازي صلاح الدين” مرشحاً لرئاسة الجمهورية عن الحزب، وسبق أن سمى (المؤتمر الوطني) المشير “عمر البشير”، كمرشحه للانتخابات القادمة، فحمى الانتخابات ستدفع بعدد من الأحزاب السياسية لتقديم مرشحيها الفترة القادمة، خاصة وأن الانتخابات لم يتبقَ لها إلا عاماً ونيفاً، ولذلك من مصلحة الأحزاب أن تشرع في الترتيب وتنظيم نفسها للمشاركة في هذه الانتخابات لأن المقاطعة لن تجدي وستتيح للمؤتمر الوطني أن يتربع على عرش في الحكم لعشرات السنين القادمة فإن شكت وبكت الأحزاب من حكم الإنقاذ الذي امتد لثلاثين عاماً فإن لم يجد منافسة قوية منهم فالساحة ستظل مفتوحة له حتى ولو حصل على خمسين في المية تصبح الشرعية معه، فالمعارضة تتحدث ولا تعمل سمعنا أنها تريد أن تقتلع النظام من جذوره، ولكن نسمع طحيناً ولا نرى دقيقاً، فالفرصة متاحة إلى كل الأحزاب للمشاركة حتى يكون لدينا نظام ديمقراطي نعيد من خلاله التجارب السابقة، حسناً فعل حزب (الإصلاح الآن) بأن سمى مرشحه مبكراً، وعلى بقية الأحزاب الأخرى أن تسارع في تسمية مرشحها لرئاسة الجمهورية، واستعدادها بصورة جادة لخوضها، في الانتخابات الماضية أن كانت في 2010 أو 2015 سبق للأحزاب أن دفعت بمرشحيها، ولكن في انتخابات 2010 كما نمني النفس أن نشهد انتخابات حقيقة بعد أن نزل إلى الحلبة كبار القادة “الصادق المهدي” عن الأمة القومي و”مبارك الفاضل” و”ياسر عرمان” عن الحركة الشعبية، و”عبد الله دينق نيال” عن المؤتمر الشعبي، وعدد من الأسماء اللامعة في سماء السياسة السودانية، ولكن ما إن حمى الوطيس إذا بالقادة الكبار يعلنون انسحابهم من المشاركة، بحجة أن الانتخابات لن تكون نزيهة ولا شفافة وإن المؤتمر الوطني سيعمل على تزويرها، في ظني أن الحجج التي قادها رؤساء الأحزاب آنذاك لا يسندها المنطق ولا العقل لأن القائمين على أمر الانتخابات وقتها لا يسمحون بأي عملية تزوير، خاصة وإن المفوضية كان على رأسها مولانا “أبيل ألير” وهو من كبار القضاة، ومن المتمسكين بالقانون، ولن يسمح أن تساء سمعته بعد التاريخ الطويل الذي أمضاه في القضاء أو المحاماة، وكذلك الراحل البروفيسور “عبد الله أحمد عبد الله” حاكم الشمالية، إبان الحُكم المايوي والأستاذ الجامعي وكل أعضاء المفوضية الذين تم اختيارهم بعناية فائقة من الأحزاب أنفسهم، انسحب جل المرشحين لرئاسة الجمهورية، وفاز “البشير” بالرئاسة، رغم أن هناك كانت منافسة قوية من قبل “ياسر عرمان” مرشح الحركة الشعبية، فقد حظى بكمية كبيرة من الأصوات رغم انسحابه، فلو واصل كانت المنافسة ستفضي إلى ديمقراطية حقيقية، ولكن عشعش في عقول الأحزاب عملية التزوير، فلو كانوا حريصين على حراسة الصناديق وباتوا إلى جوارها بالليل، لما حدثت أحدهم نفسه أو قام بأي عملية للتزوير.. الآن الفرصة أتت من جديد لكل الأحزاب ليكون لدينا نظام ديمقراطي حُر فيجب أن تسعد من الآن لخوض الانتخابات القادمة، وألا يترك المؤتمر الوطني لوحده الانفراد بالسلطة كما يقولون، نحن نريد أن تكون المنافسة قوية حتى يعرف كل حزب قدره في المجتمع بدلاً من تنازل المؤتمر الوطني للأحزاب التي يقوم بصناعتها للمشاركة معه، نريد مباراة حقيقة ومنافسة متكافئة ولاعبين جُدد داخل الميدان، إن عدم المشاركة أو المقاطعة من قبل الأحزاب يُعد نوعاً من الهروب، والإنقاذ سيخلو لها الجو لتحكم مئات سنين أخرى.