ولنا رأي

إنهم يشوهون الغناء!!

صلاح حبيب

أعاب عدد كبير من محبي غناء الفنان الراحل “أحمد المصطفى”، على ابنه الأستاذ الفنان “عز الدين” منع الفنانين أداء غناء والده، وكذلك الأستاذ الفنان “محمد خضر بشير” الذي رفض لأي فنان أن يغني أغاني والده، ورغم تحفظ أبناء الفنانين على ذلك، فاعتقد ولما سمعنا من الصغار الذين يدعون أنهم فنانون، فقد شوهوا صورة الغناء بصورة عجيبة، وكم مرة حزنت لأغاني يرددها بعض الشباب من أرقى أغاني الحقيبة فشوهوها تماماً، ولو كان “العبادي أو أبو صلاح أو الجاغريو” أو أي واحد من الذين نظموا تلك الأغاني، وأدوها بالصورة التي استمعنا إليها وظلت خالدة بأصواتهم لضربوهم بالسياط، فأغاني الحقيبة تم التحضير لها في جلسات وقعدات خاصة، وعانى ما عانى أولئك في إخراجها بالصورة التي نستمع إليها، ولكن هذا الجيل ولا نقول كله، ولكن هناك مدعي الغناء وساعدتهم الوسائل المختلفة في إغراق الميديا بتلك الصورة المشوهة التي تقشعر لها الأبدان.. فلا ندري ما هو دور المصنفات واتحاد الفنانين من هذا الغث الذي ملأ الساحة بهابط الغناء وشوه الصورة الرائعة للفن القديم، إن الفن السوداني القديم يُعد من أرقى ما قدم فأهل المنطقة من حملنا أديس وتشاد ومعظم الدول الأفريقية تستمع إلى الغناء السوداني بأذن صاغية واستمتاع كامل، بل المغنين الإثيوبيين أخذوا غناءنا وطوروه من خلال الرقص المصاحب له.. والصورة التي قدموها بها أفضل من شبابنا الذين طمسوها، وإذا استمعت إلى إحدى أغاني الحقيبة التي يؤديها واحد من جيل اليوم لو السُلطة بيدك لقدمته إلى محكمة عاجلة، لذا أنا مع الأساتذة “عز الدين أحمد المصطفى ومحمد خضر بشير” في منع هؤلاء الشباب من أداء أغاني أساتذتنا “أحمد المصطفى وخضر بشير” فإن كان لهذا الجيل من أغانيهم الخاصة عليهم أن يعبثوا بها، ولكن عليهم ألا يشوهوا لنا أغانينا بأصوات فنانينا القدام، الناظر إلى الفن العربي الأصيل وإلى أهل الفن فيه “أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب وفيروز، وعبد الحليم ومحمد عبده” وغيرهم من رواد الفن العربي لا نجد أحداً من جيل اليوم تعدى أو استرزق من أغانيهم، ولن يسمح لأي واحد منهم أن يطلع المسرح ليعيش على ماضي أولئك الذين سهروا الليالي لتقديم لنا هذا الفن الراقي، ولكن انظروا إلينا وإلى الكم الهائل من الفنانين الذين لا يملكون أغنية واحدة تخصهم، يعيشون على غناء الآخرين يأكلون أشهى الطعام، ويلبسون أجمل الثياب، ويمتطون أفخم السيارات، ويمتلكون حسابات في عدد من البنوك، بينما رصيدهم الفني صفر من الأغاني، لا ندري ما هو دور الجهات المعنية بحركة الفن والغناء، وهل يتركون الوضع يمشي بهذه الطريقة، أما أن هناك لجاناً تتابع حركة أولئك الشباب الذين يعيشون على موائد الآخرين، فالفنان الراحل “محمد وردي” حينما ظهر ما يُسمى (بوردي الصغير) قيل إن الفنان اعترض على ذلك، وقال له يوجد “وردي” واحد، وحتى الفنانة “سميرة دنيا” عندما بدأت تظهر في المناسبات الغنائية بصورة الفنان “عثمان حسين” قيل إنه اعترض على ذلك، الفنان المبتدئ يمكن أن يؤدي غناء الآخرين ما لم يشوهه، فإذا ما اشتهر يمكنه من بعد ذلك الاعتماد على منتوجه الخاص، ولكن أن يظل أبد الدهر يعيش على غناء الآخرين فهنا يمكن أن يخضع إلى محاسبة من اللجان الفنية التي يمكن أن تشكل لهذا الغرض، امنعوا الذين شوهوا غنانا وقدموهم إلى المحاكم إذا لم يلتزموا.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية