عز الكلام

الأمطار تكشف المستور!!

هل يعقل وهل يدخل مخ زول، أن يظل المواطن يتجرع مرارات المعاناة، وتتجدد مأساته وتصبح حياته جحيماً؟، وتتحول كل مناسبة وكل عيد وكل فصل قصة من الدراما والبكائيات؟، هل معقول تباشير العيد تتحول إلى كابوس؟ هل معقول تتحول بركة رمضان إلى مشهد عنوانه المكابدة والمجابدة؟ هل معقول أن تتحول فرحة افتتاح المدارس إلى هم وغم يصيب أولياء الأمور؟ هل معقول أن يتحول خير الخريف الذي كنا نتغنى له (حلا الخريف وحلا .. أهلا به وسهلا)؟ هل معقول أن يتحول إلى فصل كارثي يكرهه الناس ويتمنون مغادرته سريعاً ؟ طيب الاتغير شنو؟ والعيد ياهو ذات العيد.. ورمضان ياهو ذاته رمضان.. والمدارس هي المدارس، والخريف هو ذات الخريف.. أقول ليكم الاتغير شنو.. تغيرت السياسات وسياسيوها، وأصبحت طائشة ودائشة وأوردتنا موارد الهلاك، تغير المسؤولون الذين ما عادوا قادرين على إدارة الأزمات أو التعامل مع المستجدات من الأحداث والطارئ لها، معقولة تغرق الخرطوم كل يومين !! وفيها والي وفيها حكومة أطول وأعرض من حكومة فرنسا .. في ذمتكم كل يوم تجتمعوا وتنفضوا .. ألم تضعوا خطة واجبة التنفيذ لمواجهة الخريف؟ في ذمتكم ما بتخجلوا ما بتختشوا وفشلكم تكشفه الشوارع الغرقانة والمدارس المنهارة !! فشلكم تكشفه تعطيل الدراسة بسبب مطرة أربع ساعات وهو ما لم تفعله اندونيسيا عندما ضربها تسونامي، ولم تفعله كالفورنيا عندما ضربها إعصار كالفورنيا القاتل، وهو ما لم تفعله اليابان حينما ضربها زلزال مدمر عارفين ليه؟ لأنه الناس دي مستعدة بالخطط الجاهزة والخطط البديلة الناس دي على خط التماس والجاهزية، انتو فاضين من الاحتفالات والاجتماعات على الفاضي والمليان..!! إلى متى ستظلون تستفزون المواطن ؟ وأمس القريبة دي شاهدت على النيل الأزرق وزارة البيئة ولاية الخرطوم تحتفل.. قال ايه ؟ اليوم البيئي الأسري، والوزير ووكيله وكل الجوقة التي حوله، يبشرون منتشين على أنغام الفنانة “هدى عربي”، وبصراحة حاولت أن انتشي مثلهم وأشاركهم الغناء، لكنني خشيت على جوفي من ابتلاع الذباب، أن فتحت خشمي، وآثرت السلامة والسكوت!!!!
يا سادة أمطار الأمس كشفت حجم الأزمة التي نعيشها ونحن بلد عايش على الصُدفة والقدريات والله كريم، مافي تخطيط مافي سيستم مافي معالجات مافي حلول جذرية، وكل البحصل انتظار أن تشرق الشمس لتجف الأرض في انتظار أن تفاجئنا السماء بكرم جديد..
الدايرة أقوله إن الأزمات المتعاقبة بدءاً من أزمة البنزين مروراً بأزمة الرغيف انتهاءً بأزمة الخريف، تؤكد أن معظم الطاقم الوزاري على المستوى الاتحادي والمستوى الولائي اقل من قضايانا العادلة ودون طموحاتنا العريضة، الناس دي في وادي ونحن في وادي تاني، مستحيل يكون حاسين بينا مستحيل يكونوا مننا وفينا بالله عليكم.. من أنتم؟؟
كلمة عزيزة
تعرض تابلوه الكهرباء في العمارة التي نسكنها إلى حريق مفاجئ ما قبل صلاة المغرب أمس الأول، وطبعا قمنا بالاتصال بمكتب طوارئ شمبات وأخبرناهم بخطورة الحريق الذي يتهدد حياة أربع أسر هي مجموع سكان العمارة، وعندها كنا قد سيطرنا على النيران بطفاية حريق تخص سيارة أحد السكان وجلسنا في الشارع منتظرين حضور ناس الكهرباء وحارسين الأسلاك حتى لا يتجدد اشتعالها ولما طال انتظارنا ذهبنا إليهم في المكتب لتفاجئني الموظفة أن العربة لن تتحرك مالم (يصلوا المغرب) ، ده على أساس أن الحريقة برضو حتمشي تصلي المغرب وتجي راجعة، وفي النهاية لجأنا لكهربائي من السوق أمن الكهرباء وقال إن عودة التيار رهينة بفتح التابلوه الخاص بناس الكهرباء، لنواصل مجددا مسلسل الاتصال والتحانيس، وعند الساعه١٢ ليلا اتصلت بالطوارئ، وعرفتهم بنفسي وقلت ليهم بالواضح أن هذا السلوك غير مسؤول وغير محترم، وإنني سأجعل القضية قضية رأي عام وسأقدم شكوى رسمية، وكل اتصالاتنا ورجاءاتنا مسجلة، لتحضر بعدها العربة بتلاتة دقايق، وكل ما فعلوه فتحوا صندوقم ورجعوا الفيوز الذي انقطع بفعل الحريق!!!
الدايرة أقوله إن هذا التلكؤ والتأخر في الاستجابة لبلاغات الحريق، فيه استهانة بأرواح المواطنين وعدم إحساس بالمسؤولية والواجب وإنو المفروض أن يكون هناك مدير مسؤول في مكاتب الكهرباء يستقبل المواطنين ويوجه مباشرة على حسب خطورة وأهمية البلاغ، ويا ناس مكتب شمبات لو أننا انتظرناكم لإطفاء الحريق لحدثت كارثة لا يحمد عقباها.
كلمة أعز
في وقت لا يجد فيه تلاميذ المدارس رغيف الفطور وتنهار فوق رؤوسهم الفصول، يحدثنا نائب الوالي “محمد حاتم”عن مشروع (التاب بدل الكتاب) !! يا جماعة بطلوا الأحلام الوردية في واقع أسود وفي أحسن حالاته رمادي اللون ..
بس الصراحة فنااااااااانين في الشعارات!!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية