رأي

ليلة ما منظور مثيلا لبروفيسور “الحبر يوسف نور الدائم”

التجانى حاج موسى

“الحبر يوسف نور الدائم”.. الأستاذ الجامعي والبرلماني الضليع.. تم تكريمه من قبل الإذاعة السودانية العريقة (هنا أم درمان).. وكنت ضمن الذين شهدوا ذلك الحدث العظيم الخاص بتكريم العالم الجليل بالمركز الثقافي بأم درمان.. الكائن في مبنى البلدية بأم درمان.. في الناحية الجنوبية من ساعة البلدية العتيقة.. والتي أرجو إصلاحها فقد كنا نستمتع بأجراسها حينما ترن في رأس كل ساعة حينما كنا صغاراً.
والمركز الثقافي يديره إعلامي من أهل الإبداع هو الصديق الموسيقي “طارق جويلي”.. وفي ظني أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وقبل أن ندلف للمسرح الأنيق الجميل المصمم على أحدث طراز.. وقفت أتأمل سبيل “سلاطين باشا” والذي يعتبر قطعة أثرية غاية في الروعة.. أرجو أن لا تطاله يد التدمير التي دمرت كثيراً من الأماكن والآثار التي كان من المفترض أن نحافظ عليها كإرث لهذه الأمة.. أعود بكم للحفل الذي أرجو أن يكون قد تم تسجيله لإعادة بثه ليشاهده كل من لم يسعد بالمشاركة والحضور.. فتكريم ب.”الحبر” له دلالات عظيمة.
صعد المسرح ومن منبره وقف صديقي الأستاذ “صلاح” وألقى كلمة ضافية عن المحتفى به وأدهش الحضور وأدهشني مدير إذاعة أم درمان.. إذ أن عهدي به مخرجاً متخصصاً ومعداً للبرامج ويحسن إدارة عمله ومن يعملون معه.. ارتجل خطابه بثبات وثقة وتداعٍ تلقائي بصوت عميق مريح جذب الحضور.. وأبان في سياق خطابه أن يتحدث إنابة عن كل العاملين بالإذاعة العريقة ليشكر ب.”الحبر” على عطائه الذي قدمه عبر برنامجه الذي استمر لسنوات عديدة يشرح القرآن الكريم، وأبان أيضاً نتائج استطلاع رأي جماهير المستمعين من أهل السودان المداومين على سماع البرنامج والدروس التي يتلقوها عبر طرح العالم الجليل بصوته العميق المريح وطريقته في تقديم البرنامج بالسهل الممتنع من اللغة التي يدركها أي مستمع ولا غرو، فالرجل معلم وعالم وشاعر وفقيه وسليل أسرة عريقة وبيت من بيوت الصوفية، له مريدون وأتباع في كل أصقاع السودان، وجده الشيخ “الطيّب” راجل أم مرحي.. وجده الشاعر الكبير المعلم “محمد سعيد العباسي”.. ومن أسرته الشاعر الإعلامي المرحوم أستاذنا “سيف الدين الدسوقي” والمطرب المعلم المرحوم “التاج مصطفى” وصديقي الطبيب الشاعر “عمر محمود خالد” والشيخ القانوني “الخليفة عبد الرحيم” وقائمة تطول من أهله الذين ورثوا التقى والعفاف والتدين وكل صفات حميدة.. ولا ننسى أن المحتفى به تلميذ للعالم الجليل البروفيسور “عبد الله الطيّب” – يرحمه الله – ولاحقاً زامله في تدريس الآداب بجامعة الخرطوم.. “صلاح الدين التوم” مدير الإذاعة.. كنت رائعاً وأنت تخاطبنا في تلك الأمسية الخريفية الجميلة.. والشكر أيضاً للمعتمد الشاب “مجدي” الذي لا يضن بالمركز الثقافي ومسرحه لكل من يطلب إقامة منشط ثقافي على خشبته.
وحلق الحضور في عوالم مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما صدح أولاد “البرعي” بمختارات من قصائده الجميلة النظم واللحن.. واعترت الحضور هزة الطرب وقام مبشراً المحتفى به ووجهه الوضاح المحيا وثغره الباسم يفتر عن فرحة عريس في زفافه.. هنيئاً لك أستاذنا العالم الجليل. في الليلة ديك اجتمع أفراد التيم العامل بالبرنامج وكانوا بحق أهل المحتفى به.. وسرد المشرف على البرنامج قصة تسجيلهم للحلقات بمنزل المحتفى به وأثنى على سيدة المنزل حرم بروفيسور “الحبر” وأسرته.. وأرجع فضلهم في أنهم ساعدوا على إنتاج البرنامج.. كنت أجلس بالقرب من صديقي بـ”عبد المطلب الفحل” الذي لم تمنعه علته وعصاه من الحضور، وصديقي المخرج الإعلامي الدرامي “منير عبد الوهاب” الذي كف بصره.. هو أيضاً حرص على الحضور.. وقبل الختام صمتنا جميعاً لنسمع خطاب المحتفى به الذي أطرب الحضور وأدمى أكفهم من التصفيق، ثم جاءت لحظة التكريم وتوزيع الشهادات التقديرية والتي كنت أتمنى لو كانت مشفوعة بالمكافأة المادية المجزية.
أختم حروفي بالدعاء لكم أستاذي العالم الجليل الشاعر الكبير المعلم البارع والبرلماني الضليع.. بالعمر المديد السعيد والمنعة والصحة والقدرة الدائمة على العطاء.
وليت الإذاعة جمعت البرنامج في قرص مدمج لتتمكن الأجيال المتعاقبة من الاستفادة من محتوى البرنامج العظيم.. وليتنا مؤسسات عامة وخاصة وأفراد وجماعات نحتفي برموزنا الثقافية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية