ولنا رأي

مؤتمر الحركة الإسلامية.. وهزيمة الهلال والمريخ!!

حدثان يسيطران على الساحة السودانية الآن.. الأول هزيمة فريقي الهلال والمريخ وخروجهما من منافسات الكونفدرالية، والثاني مؤتمر الحركة الإسلامية الذي ملأ الساحة ضجيجاً قبل أن يبدأ.. فأما الحدث الأول، فإن الكرة السودانية لن ترتقي إلى أعلى السلم مهما جرى لها، فاللاعب السوداني بلا طموح وغارق في المحلية وأداؤه نابع من الصدفة، فلا تخطيط ولا تعليم ولا تأهيل ولا تدريب، ومعظم لاعبي كرة القدم في السودان يمارسون اللعبة بالاجتهاد الفردي، وحتى المدربين لم يطوروا أنفسهم، لذلك نعتمد دائماً على المدرب الأجنبي. واللاعب السوداني فاقد تربوي وتعامله مع المدرب الأجنبي أشبه بالتعامل بلغة الإشارة حتى لو كان هناك مترجم، لذلك ينعدم التفاهم بين المدرب واللاعب وينعدم الانسجام بسبب حاجز اللغة، وتغيب المعلومة بين المدرب واللاعب ويكون كل في وادٍ. لذا عندما يدخل اللاعب إلى أرض الملعب وتبدأ المباراة ينسى خطة المدرب وتوجيهاته وينفذ خطته هو، فتجد الهرجلة (والبرطعة) داخل الميدان ويحتار المدرب أين الخطة التي وضعها؟ وماذا يفعل هذا اللاعب وذاك؟! ومن هنا تأتي الهزائم.. فكل الانتصارات التي حققها فريقا الهلال والمريخ في البطولة كانت اجتهادات فردية، وقد شاهدنا أداء اللاعبين داخل الميدان.. وخروج الهلال من البطولة كان متوقعاً رغم كل الفرص المتاحة له- التعادل سلبياً أو الهزيمة بهدف- لكن عدم وجود الخطة أو عدم تنفيذها كان سبباً في خروجه. وكذلك فريق المريخ، الجمهور والإعلام لهما دور سالب في تقدم كرة القدم في السودان.. فالإعلام يطبل للاعبين فاقدي الموهبة والبعيدين كل البعد عن (حاجة اسمها كورة قدم) ولا ندري كيف استطاع أولئك ولوج عالم كرة القدم، ثانياً الجمهور المتحمس أكثر من اللازم لهذا اللاعب أو ذاك أو المتعصب لناديه، ولا ندري لماذا هذا التعصب وما فائدة هذا التعصب الذي يقضي على روح مشجع من الطرف الآخر، وحتى الإداريين أصبحت نظرتهم مادية.. هزيمة الهلال والمريخ أصبحت مسيطرة في كل المجتمعات، فلا تجد مجتمعاً إلا ويصبح حديثه عن كيفية خروج الهلال والمريخ من البطولة، ويبدأ التحليل بالمنطق أو بدونه، وهناك من يجدون مبرراً لهذا الخروج، ومنهم من يحمل اللاعبين سبب الهزيمة، ومنهم من يحملها للإدارة وآخرون يحملونها للمدرب، لكن المشكلة الأساسية في اللاعب السوداني، هذا اللاعب الذي لا يتابع الرياضة عالمياً ولا يتابع فنيات اللعبة ولا اللاعبين الأجانب، ولا أحدث فنيات كرة القدم، فاللاعب السوداني (مبرطع) داخل الميدان وكأنما خلق ليلعب بمفرده، وحتى التمريرات تجدها كلها خاطئة، لم نشاهد لاعباً في البرازيل أو مانشيستر أو ليفربول أو غيرها من الأندية الأجنبية أجرى تمريرة خاطئة، لذلك لن ينصلح حال كرة القدم في السودان إلا بأجيال جديدة تعرف فنيات اللعبة.
وأما الحدث الثاني، مؤتمر الحركة الإسلامية، الذي تبدأ فعالياته يوم غد الخميس، فقد سيطر هو الآخر على الساحة، وظل الحديث عن الحركة الإسلامية، ولماذا لم تسجل كاسم أو إحدى منظمات المجتمع المدني؟! وهناك من يقول أين الحركة الإسلامية؟ والبعض يتساءل ماذا ستفعل الحركة الإسلامية في مؤتمرها الثامن؟ وآخرون يسألون أين ومتى انعقد المؤتمر الأول والثاني وحتى السادس؟ وهل الدكتور “الترابي” حل الحركة الإسلامية؟! وحديث كثيف عنها، فلننتظر يوم غدٍ ونرى.. ماذا تفعل قيادات الحركة الإسلامية؟ وهل يتوقع أن تعود سيرتها الأولى؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية