تمر يوم غدٍ (الثلاثاء) الذكرى الرابعة والستين، لعيد القوات المسلحة، وهو اليوم الذي تمت فيه سودنة الجيش السوداني من الجيش الانجليزي، وأصبح الفريق “أحمد محمد”، أول قائد سوداني للجيش بعد السودنة، وظلت القوات المسلحة تقوم بدورها البطولي منذ ذاك التاريخ، وأصبح من الجيوش التي يعمل لها ألف حساب في المنطقة، ولم يكن الجيش السوداني هو الحامي لعرين الوطن فحسب، بل تعداه إلى المشاركة مع الجيوش العربية، في الاعتداء على الدول العربية، خاصة الشقيقة مصر العربية، التي ظلت في حالة حرب مستمرة مع العدو الإسرائيلي، أو العدوان الثلاثي، الذي حاول أن ينهي الأمة المصرية، من خلال تضامن تلك الجيوش البريطانية والإسرائيلية، لذا لم تقف القوات المسلحة السودانية مكتوفة الأيدي أو بعيدة من هذا التضامن العربي، فقد شارك جيشنا في 1976 مع مصر وحارب في حرب 1973 وشارك رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير”، في تلك الحرب، التي كتب الله فيها النصر إلى القوات المصرية، وكان لفداء الجندي السوداني مواقف، ضرب بها المثل الأكبر في قصص وحكاوى تلك الحرب، إن قواتنا وهي تحتفل بهذه المناسبة العظيمة تشترف ذكرى الأبطال، الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة من أجل تراب هذا الوطن، وجيشنا آنذاك يمتاز بالصبر والفداء والقوة، التي أهلته أن يكون واحداً من تلك الجيوش التي تعتمد عليها الأمة العربية، والكلية الحربية السودانية، هي تلك المصنع الذي يخرج لنا هؤلاء الأفذاذ من تلك الكتائب المقاتلة بالداخل والخارج، فقد وقف على تدريب جنودنا بتلك الكلية أبطال من أفراد القوات المسلحة، الذين بثوا فيهم الحماسة والأمل والشجاعة، ولذلك خريج تلك الكلية فهو مقاتل من الطراز الأول، فقد خبرتهم أدغال الجنوب وهم يخوضون المعارك من أجل سلامة الوطن، إن قواتنا المسلحة وهي تحتفل بعيدها الرابع والستين، يقف على رأسها رئيس الجمهورية، القائد العام، وابن القوات المسلحة، الفريق “عوض محمد أحمد ابنعوف” هذا القائد الذي يعمل في صمت وبدون ضوضاء، مما اكسبها واكسب جنوده البواسل الأمل في الغد المشرق، وها هم أبناؤها اليوم يذودون عن حياض أرض الحرمين الشريفين، مع إخوانهم من القوات المسلحة السعودية، من أجل الأمن والاستقرار، إن القوات المسلحة لم تقف على حمى الأوطان فقط وإنما لها دور كبير ومميز في عملية الإعمار والبناء، فهناك من قادتها ممن تخرجوا من كليات الهندسة يساهمون في إعمار الوطن مثل المنشآت العملاقة التي تشهدها البلاد بالمركز والولايات، وقد كان لهم دور مميز أثناء الحروب في إعادة ما خربته تلك الحروب، إن القوات المسلحة وهي تحتفل يوم غدٍ بهذه الذكرى العظيمة، إنما تحتفل بتلك الإنجازات العظيمة التي أقامها جيل عن جيل، وما زالت المسيرة متواصلة ولن تتوقف طالما أفرادها أصبحوا يشكلون عمقاً في الأوطان، لقد دفعت الدول العربية بأبنائها لدخول مصنع الرجال الكلية الحربية السودانية، لنيل التدريب من تلك المؤسسة العملاقة، ونشهد في كل مرة تخريج أفراد من أبناء تلك الدول، وهم يفتخرون بتلك الشهادات التي نالوها من هذا المصنع، الذي لا يتوفر إلا في السودان، ولا تعتمد شهادته إلا من تلك المؤسسة العملاقة، ـ ونظراً للدور الكبير الذي يقوم به جيشنا، فقد نظمت فيه القصائد الرائعة التي تمجده وتمجد دوره العظيم مثل: (الحارس مالنا ودمنا جيشنا جيش الهنا)، و(جياشه) وغيرها من الأغاني الحماسية التي لا تشبه إلا الجيش السوداني، ألف مبروك قادتنا الكرام ضباط وصف الضباط والجنود، لقد حفظتم للوطن أمنه واستقراره.