مخرجات الحوار.. ليس آخرها جمع السلاح
طالعت في حوار مميز مع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” على صفحات مجلة (الرأي) التي أصدرها مجلس الشورى قبل يومين، وهو يدلي بإفادة لفتت انتباهي فيها قوله إن الانتخابات المقبلة لن تشهد إفراغاً أو إخلاء دوائر للأحزاب المشاركة في الحكومة، كما كان يحدث في السنوات الماضية وحزب المؤتمر الوطني ظل يخلي بعض الدوائر للأحزاب المؤتلفة معه.
دكتور “فيصل” أشار في حديثه صراحة إلى أن ذلك لن يحدث في الانتخابات المقبلة، وأن نظام التمثيل النسبي الوارد في قانون الانتخابات يمكن بموجبه أن تحصل الأحزاب على مقاعد تمكنها من أن تكون موجودة في قبة البرلمان شأنها شأن أي حزب وجد الطريق ممهداً عبر أصوات المقترعين من الجماهير في الدوائر الجغرافية، ومعروف عن التمثيل النسبي أنه يمكن لأي حزب أن يجمع مجموع الأصوات التي حصل عليها لنيل مقعد أو مقعدين في البرلمان، هذا التطور أرجعني إلى مخرجات الحوار الوطني، التي تحدثت عن ضرورة تعديل قانون الأحزاب والانتخابات، وكذلك الدستور، لتلافي أي أوجه قصور ومعالجات أي اختلالات بجانب التوصية بأن تكون هناك أحزاب قوية وقادرة وذات قواعد جماهيرية ممتدة، تمكنها من إحداث منافسة حقيقية، وهذا بالتأكيد لا يتأتى إلا باستيعاب كافة الملاحظات السابقة، سواء في المشاركة في الانتخابات آو تأسيس الأحزاب.
ويتضح من مثل هذه النقلات حجم التوصيات التي أضافها الحوار الوطني في منظومة العمل السياسي والممارسة الشورية، هناك جملة من التوصيات المهمة التي يمكن أن تعيد صياغة الأوضاع السياسية والأوضاع على الساحة وتزيل أوجه القصور، وليس توصية المؤتمرين بضرورة جمع السلاح من أيدي المواطنين ببعيدة، فلو قدر للحوار الوطني أنه انتهى عند هذه التوصية لكفاه، والآن نحن نشهد حالة من الهدوء في إقليم دارفور وكردفان من جراء انتشار السلاح، والذي دائماً ما يكون الشرارة إلى الصراعات القبلية وغيرها من الصراعات بجانب انتشار النهب والسلب.
نجحت حملة جمع السلاح والتي كانت من التوصيات المهمة للحوار الوطني، ولم يعد هناك من سلاح في أيدي المواطنين وانحصر فقط في أيدي القوات النظامية.
وأفضل ما في مخرجات الحوار الوطني أنه لم يغلق الباب أمام انضمام أي من القوى السياسية الراغبة آو الحركات المسلحة، لذلك فإن المُضي في تنفيذ المخرجات على هذا النحو يمكن أن يشجع الحركات التي تقف على الرصيف للانضمام، والأحزاب الممتنعة للحاق بما توصلت الأحزاب والتنظيمات المشاركة في الحوار من رؤى كلية، لمعالجة كافة القضايا والانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة.. والله المستعان.