قال رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير”، في خطابه أمام شورى المؤتمر الوطني، في دورة انعقاده السادسة (الخميس) الماضي، إن المشكلة الاقتصادية يمكن حلها خلال ستة أشهر، ولكن نقول للسيد الرئيس إن ما وقع على الاقتصاد السوداني بعد ميزانية 2018 وما حدث فيها بعد أن رفع الدولار الجمركي من ستة جنيهات إلى ثمانية عشر جنيهاً وهذه هي الطامة التي حدثت للاقتصاد، وما زلنا نعاني منه ولم نعرف الأسباب التي أدت أو هدت الجنرال وزير المالية “الركابي” إلى اتخاذ هذا القرار، لقد تصاعدت الأسعار بعد هذا القرار كما تصاعد سعر الدولار على الرغم من الوزارة أو الجهات المختصة ظنت أن القرار يمكن أن يحد من تصاعد الدولار، ولكن ظل في حالة تصاعد مستمر حتى تجاوز الأربعين، فيا سعادة الرئيس إن الستة شهور التي يأمل كل سوداني أن تكون هي الحل الأساسي للمشكلة الاقتصادية، ولكن الستة أشهر لن تحل مشكلة الخبز التي أصبحت من المشاكل التي لا نعرف لها أي سبب في هذه الندرة التي تواجه الدقيق مما جعل المخابزعاجزة من الإيفاء باحتياجات المواطنين من الرغيف، السيد الرئيس إن الستة أشهر التي ذكرتها للحل لن تعيد لنا الدولار إلى ما كان عليه قبل ميزانية “الركابي” التي رفعت سعر الدولار الجمركي إلى ثمانية عشر جنيهاً، ولن تعيد لنا سعر اللحمة التي وصل سعر الكيلو منها إلى أكثر من (200) جنيه وإلى أنبوبة الغاز التي وصل سعرها إلى (200) جنيه ولا جالون البنزين ولا الجازولين ولا الطماطم التي وصل سعرها هذه الأيام إلى (100) جنيه وحتى الفواكه فقد وصل سعر كيلو الموز الذي يعد من الفاكهة رخيصة الثمن وصل سعر الكيلو إلى عشرين جنيهاً بعد أن كان جنيهين وثلاثة جنيهات، ولا طبق الفول الذي وصل سعره خمسة وعشرين جنيهاً بعد أن كان خمسة جنيهات.. ولا رطل اللبن الذي وصل إلى اثني عشر جنيهاً، فكل هذه السلع سيد الرئيس من المنتجات المحلية وليست المستوردة التي بلغ سعرها فوق احتمال الشعب السوداني، إن الستة أشهر السيد الرئيس لن تتمكن من جمع الأموال التي هربتها (القطط السمان) والتي ذكرت بأنك سوف تطلعها من عيونهم.. حتى الآن لم نشاهد قطة واحدة ماشة بعين واحدة أو قلعت منها أعينها الاثنين وهي تكابس من العمى، سيد الرئيس أن حرصك على حل المشكلة الاقتصادية خلال فترة بسيطة هذه أماني كل الشعب السوداني الذي يحلم بالعيش في الرفاهية والعيش الكريم، ولكن الأماني شيء والواقع شيء آخر، فنحن حتى الآن لم نستطع أن نوفر قطعة الخبز إلى الشعب وهذه واحدة من آلاف المشاكل التي تواجه الشعب السوداني منذ أن يصبح ناهيك عن العلاج الذي لن يتمكن أي مريض من مواجهته بمفردة نظراً إلى التكاليف الباهظة التي تواجه هذا المريض وأسرته، وهناك مشكلة التعليم التي تعجز الأسر أمام حلها لأن الطالب ولو التحق بالجامعة، وكان من المميزين، ولكن أسرته فقيرة فلن يتمكن من مواصلة تعليمه لأن الرسوم المفروضة عليه فوق طاقة الأسرة ولذلك سيعجز من دخول الجامعة في ظل ظروفه تلك وكم من أسرة حرمت أبناءها من مواصلة تعليمهم بسبب المصروفات الدراسية، سيد الرئيس هناك الكثير من المشاكل التي يصعب حلها بين يوم وليلة والحكومة ليس في يدها عصى “موسى” للحل بنفس السرعة التي تصاعدت فيها الأسعار، ولكن أن كان هناك جدية في الحل فعليك بمصادرة كل الذين اغتنوا من هذا النظام بدون وجه حق وعليهم أن يردوا كل تلك الأموال إلى الدولة وإلا فلا ستة أشهر ولا ستين عاماً سنصل إلى حل لمشكلتنا الاقتصادية.