أخبار

دماء على الصخر!!

لم يتعلم “عبد العزيز آدم الحلو” من تجربة أستاذه وقائده وملهمه د. “جون قرنق” في تصفية مخالفيه في الرأي وإقصائهم من الوجود.. أما المعارضون فدماؤهم مباحة من تجارب الحركة الشعبية الأم التي نهضت منذ ميلادها على إقصاء المخالفين لرأي قائدها.. أولى المعارك التي خاضها “جون قرنق” في بدايات ميلاد حركته قتل المعارضين لوحدة السودان والداعين لانفصال الجنوب مبكراً.. ثم قتل “عبد الله شول” قائد حركة الأنانيا الانفصالية.. ثم قتل من القادة “جيمس بوث”.. وسجن آخرين.. وبعد حسم القيادة لصالحه بات القائد “جون قرنق” هو ملهم النضال الذي تعتبر معارضته في الرأي فقط جواز مرور للآخرة.. أو تذكرة سفر لغياهب السجن .. ثم اغتال القاضي “مارتن ماجير” من أبناء مدينة بور.. وعندما جاء أبناء جبال النوبة متوسلين “لقرنق” ليقبلهم كحلفاء للحركة الشعبية.. رفض “جون قرنق” ذلك وطالبهم بالاندماج في جسد الحركة دون شروط أو قيود.. وولغ في دماء الرافضين لمبدأ الاندماج ولم ينجُ من تلك المذبحة إلا “تلفون كوكو” الذي بات من بعد ذلك (مكسوراً) ومطعوناً في صموده، وهو ليس مثل رفيق دربه “يونس أبو صدر” المقتول غدراً وخيانةً.. وتعلم الجنرال “عبد العزيز آدم الحلو” من أستاذه “جون قرنق” أن الرأي الآخر مفسدة وتطاول يبرر البتر وقطع الأعناق.
الآن بعد الانقسام الذي ضرب صفوف الحركة الشعبية ونهش في عظام الجيش الشعبي.. وتمرد القادة في الميدان خاصة بالجبال الغربية لمحلية الدلنج حيث الوعي والتعليم.. وأثره على قيادات المنطقة ولغ “عبد العزيز آدم الحلو” في دماء أبناء النوبة، واغتالت الحركة الشعبية الأسبوع الماضي المقدم “عبود الكارب” وهو مقاتل شجاع لدرجة التهور.. قاد كل العمليات المباغتة التي نفذها الحلو في منطقة الحزام الرملي شمال الدلنج.. ولكنه رفض إملاءات “الحلو” وفتح نوافذ التواصل الشعبي للمواطنين القاطنين في مناطق سيطرة الحركة مع أهاليهم في مناطق الحكومة.. وجهت إليه اتهامات بأنه مزدوج الولاء، سيفه مع “الحلو” وقلبه مع “خميس جلاب” و”مبارك أردول”.. ومن أجل تفتيش قلبه والتأكد من صحة أو عدم صحة تقارير المخبرين، أمر “الحلو” بنزع قلب “عبود الكارب” وتفتيشه، ولا سبيل للوصول لقلبه إلا برصاصة تكتم أنفاسه وتنهي حياته.. تلك الرصاصة زعم كاتب “الحلو” والأمين العام لحركته “عمار أمون”، أن “عبود الكارب” قتل نفسه بنفسه في أحد محابس وسجون الحركة.. وبث “عمار أمون” بياناً مكذوباً للتغطية على اغتيال “عبود الكارب” الذي بسببه غادر صفوف الحركة مقاتلون أشداء من بينهم العقيد “إسماعيل أحمد” وهو قائد ثاني القوات المشتركة، ونائب “جقود مكوار” والرائد “أحمد عباس بخيت” والنقيب “عبد الرحمن دلدوم شالو”، وأختار هؤلاء القادة العودة من الجبال الغربية إلى الخرطوم بعد أن ضاقت بهم الأرض التي يسيطر عليها “عبد العزيز الحلو”، وتهددهم الموت بسبب مواقفهم الرافضة للحرب.. وقد تطاول أمد القتال وذهب “عرمان” بعيداً عن “الحلو”، الذي أصبح مطية في يد العنصريين النوبة.. من دعاة حق تقرير المصير، وقد بات السؤال الذي يردده القادة الميدانيون في وجه “الحلو”: نحن أهل السودان نقرر مصيرنا من منو؟ ، ولا يجيب “الحلو على” السائلين، لكنه يمد فوهة بندقيته لإسكات أصوات المخالفين له في الرأي والمناوئين لسياسة ومنهج الإمساك بالقطيع قهراً وتخويفاً حتى ماتت الحركة بين يدي “الحلو” وسكرتاريته التنفيذية الضعيفة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية