أول مطرة تهطل بالولاية تكشف سوءات المحليات، ورغم أن المحليات جلها لا يعمل إلا أسبوعاً واحداً في السنة، ده إذا اشتغلت المحلية، فمنذ أن كنا أطفالاً وإلى الآن نفس المواقع التي تتجمع فيها المياه نفسها قبل أربعين عاماً، لا مسؤول المحلية الحالي ولا السابق استطاع أن يسد هذه الثغرة، فمطرة الأمس كشفت المحليات تماماً، خاصة محلية كرري التي لا أحد حتى الآن يعرف اسم المعتمد ولا أي مسؤول فيها، فلا أدري ماذا يعمل هذا المعتمد وطاقمه الذين يصرفون المال دون أن يظهر لهم أي عمل في المحلية، فمحلية كرري غنية بمواردها، ولكن لا أحد يتحرك للاستفادة من طاقة الموجودين فيها ليس على مستوى المسؤولين ولكن على مستوى الشباب الذين يرغبون في إنجاز أي عمل يمكن أن يوكل إليهم، بالأمس تدفقت المياه من الجبال وغمرت الحارات بكميات كبيرة، مما تعذر على المواطنين حتى الوصول إلى المساجد، فأول مرة أشاهد المساجد وهي خالية من المصلين إلا القلة التي حرصت على الوصول إلى المسجد رغم إحاطة المياه بكل جنبات المساجد، تعجبت كيف محلية بهذا المستوى ولا تستطيع أن تشق القنوات وأن فعلت تجد الأنقاض أعلى المصرف معظم المصارف مغلقة، وهناك بعض المواطنين تعدوا على المصارف بإغلاقها بمساطب أو كبري ليدخل به سيارته مما جعل المياه عاجزة من المرور، وإذا طلبت من هذا الشخص فتح المجاري سمعك كلمات لا تتناسب ولا تتسق مع الشخص الذي تحدث، سألت بعض الإخوة عقب صلاة (الجمعة) أمس، لماذا لا يتقدم أحدكم لينبه المصلين ليتبرع كل شخص بما عنده من مال حتى يتم استئجار كراكة أو لودر لفتح المجاري، خاصة وإن معظم الميادين قبالة المساجد مغمورة بالمياه، مما تتسبب في كسر مخروقة أب أو جد أو رجل كبير جاء إلى صلاة الصبح.. فلا قدر الله كم تكلف العملية التي ستجرى إلى هذا الشيخ العجوز إذا تعرض إلى الكسر، هل عشرين ألف جنيه يمكن أن تساهم في إجراء عملية له بالتأكيد لا في ظل ارتفاع تكلفة العلاج، إذن يمكن أن يقف الإمام أو أحد المصلين ويتحدث عن الأضرار التي يمكن أن تنجم من غمر الميدان بمياه الأمطار ويطلب المساعدة في ردم الميدان أو شق المجاري، طالما المحلية لا تستجيب إلى قضايا المواطنين، فالسيد المعتمد الذي كلف بهذا المنصب لم يكلف ليكون جالساً في مكتبه أو بيته فإنما كلف لخدمة المواطنين، فإن لم يكن أهلا لهذا الموقع من المفترض أن يكون أميناً مع نفسه قبل أن يكون أميناً مع قيادته ويتقدم باستقالته، لأن مثل هذه المناصب لخدمة الجمهور والمواطنين، مساء (الخميس) مررت على حدائق النيلين أو حدائق مايو سابقاً، فلم تصدق عيناي مما شاهدت من جمال لتلك الحديقة التي زرتها مع معتمد الخرطوم، الفريق “أحمد أبو شنب” أكثر من مرة قبل أن تكتمل بهذه الصورة البديعة.. لقد شاهدت لوحة جمالية صنعها الأتراك في أرض سودانية، وهذا يعني يمكن أن نخلق إبداعات في هذا الوطن الاسمه السودان الحديقة تشرف البلاد وزوارها، ولو لم يعمل السيد المعتمد “أبو شنب” شيئاً غير هذه الحديقة لكفته، ولكن أين معتمد كرري الذي لم نرَه ولا مرة في العام ولا في الخاص، إن الآليات الموجودة بمحليتك حركها للمصلحة العامة، شق بها المصارف أردم بها البرك ساعد المواطنين أن يعيشوا حياة كريمة، بدلاً من تلك البهدلة التي تتكرر كل خريف.